يطارد الألم السوريين في كل مكان، في مدنهم وشوارعهم وبيوتهم، بل ويصر على ملاحقتهم حتى في لجوئهم إلى دول الجوار (الأردن). بدورها «عكاظ» رصدت هذه المعاناة الموثقة في بعض مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة الرمثا في الأردن وشاركتهم مجريات الحياة اليومية كما رصدت احتياجاتهم المتزايدة مع مجيء فصل الصيف. ومع تفاقم الأوضاع السيئة للاجئين السوريين في الأردن رغم ما تبذله الحكومة الأردنية من جهود لمساعدتهم، شكل بعض الشخصيات من المجلس الوطني فريق عمل استطلاعيا للوقوف على احتياجات اللاجئين السوريين في مخيمات الرمثا. وقال عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي، الذي يزور هذه المخيمات ل «عكاظ»، إننا نعمل وبشكل حثيث على تأمين كل الاحتياجات الرئيسة لللاجئين من دواء وغطاء وغيرها من الاحتياجات الملحة. واعتبر هذه الزيارة، استطلاعية للوقوف على متطلبات اللاجئين ومحاولة لتقييم الوضع بشكل عام، لافتا إلى أن هناك زيارة أخرى ستكون أكثر عملية وفائدة لكل من يحتاج إلى المساعدة والدعم. وأضاف أن المملكة قدمت الكثير من التسهيلات لمساعدة الشعب السوري، معربا عن شكره وتقديره لكل ما تبذله المملكة من جهود للوقوف إلى جانب السوريين في مخيماتهم. من جهتها، تصف الناشطة السورية ملكة جزماتي معاناة السوريين في مخيمات اللاجئين، وتقول في حديث ل «عكاظ»: إن الخوف والهلع مازالا يسيطران على السوريين نتيجة ما شاهدوه من دمار وتخريب لبيوتهم، وتضيف أنه في ظل تفاقم مسألة اللاجئين إلى الأردن، باتت الحاجة ملحة أكثر من قبل إلى منظمات إنسانية متخصصة في العمل الإغاثي لتلبية خدمات اللاجئين الغذائية والطبية وحتى المعنوية. ووصفت جزماتي الحالة الإنسانية في هذه المخيمات بالكارثية، وتقول: إن اللاجئين يمضون حياتهم بأقل مستوى من الخدمات، داعية المنظمات الإغاثية إلى ضرورة الإسراع في التدخل لتوفير أدنى مستوى من احتياجات الحياة، مشيرة إلى أن الأطفال فقدوا الأمن النفسي والغذائي نظرا لغياب العمل المنظم في تقديم الدعم. واختتمت قائلة: تصور أن هناك عائلات من خمسة أفراد يعيشون في غرفة طينية واحدة ويفتقدون إلى أدنى مستويات الحياة من ثلاجة أو غاز .. ومع ذلك يتطلع هؤلاء الهاربون من وحشية نظام الأسد إلى العودة إلى بلادهم لكن بدون نظام الظلم.