يتجه عدد من مربي الماشية في محافظة طريف إلى العزوف عن الرعي وتربية الماشية، بفعل العديد من العقبات التي تعترضهم في عملهم، أبرزها نقص اللقاحات والأدوية لدوابهم، إضافة إلى افتقادهم إلى مراكز بيطرية متطورة ومتنقلة، فضلا عن أن النهضة الصناعية التي اتنتشرت في المنطقة زحفت على المراعي وحرمتهم من مصدر لتغذية الماشية في ظل ارتفاع الشعير. وأكدوا أنهم لا يريدون ترك المهنة التي ارتبطوا بها منذ عقود، مطالبين فرع وزارة الزراعة في المحافظة بمساعدتهم، بتوفير اللقاحات والخدمات البيطرية، حتى يستمروا في تربية الماشية الرافدة للاقتصاد الوطني. وأوضح مسعود الرويلي أن الرعاة ومربي الماشية في طريف يعانون من العديد من المشكلات أبرزها نقص شديد في الخدمات البيطرية، ما تسبب في خسائر فادحة لهم، إضافة إلى انتشار العديد من الأوبئة والأمراض التي يعلمون تشخيصها لكن لا يتوافر علاجها لدى فرع وزارة الزراعة بالمحافظة. وقال: وعندما نطالبهم بتوفير ما يلزم من علاج يرجئون السبب إلى الفرع الرئيسي بالمنطقة. بدوره، بين المواطن عمر اليوسف أن الأدوية واللقاحات قليلة لدى فرع وزارة الزراعة بطريف، موضحا أنه لا تصرف منه كمية تناسب أعداد الماشية، إذ لا يمنحون سوى ثلث الاحتياج وربما أقل. من جهته، قال ساكت طالب: نعاني نحن مربي الماشية من عدم وجود علاجات مثل مرض المعوي والزويحف والحمى المالطية، لافتا إلى أنهم يشكون غياب طبيب بيطري يشخص المرض، فضلا عن أنه لا يصرف لهم عدد كاف من العلاج. ورأى كريم السالمي أن أبرز مشكلة تواجه الرعاة ومربي الماشية تكمن في عدم وجود متابعة بيطرية وافتقاد لقاحات غالبية أوقات السنة وعدم وجود مختبر لكشف الامراض الجديدة والمستوطنة. في حين، وصف مربي الماشية عطا الله صبيح الامراض التي أصابت الماشية هذا العام ب«الغريبة» ولم تظهر إلا العام الحالي، متوقعا العلة في استيراد أنواع متعددة من الماشية من دول افريقية حاملة الأمراض والأوبئة إضافة إلى انتشار مصانع الاسمنت المحيطة بالمحافظة. في المقابل، أكد ل«عكاظ» مدير فرع الزراعة بمحافظة طريف نور بن حمدان النور أنهم يسعون جاهدين لاستكمال الخدمات المقدمة للرعاة ومربي الماشية في المحافظة، معترفا بنقص بعض اللقاحات والعلاجات ذات الطلب والحاجة المستمرة. وقال: ما يصلنا من الأمصال قليل جدا، لا يغطي الاحتياج الحقيقي، نظرا للأعداد الكبيرة من رؤوس الماشية التي نشرف عليها، خصوصا أن المنطقة تعتبر من المصادر الرئيسية لإنتاج وتربية المواشي، مطالبا بزيادة الكميات المخصصة للفرع حتى يستطيع ان يؤدي الدور المطلوب منه. وبين أن لديهم طبيبين بيطريين، إضافة إلى 6 مساعدين بيطريين، لافتا إلى أن طلبات الرعاة ترهق كاهل الأطباء بأعباء ادارية وكشوفات ميدانية وترتيب هذه المعاملات حتى ترفع لمكاتب العمل. ورأى أن التركيز على الجوانب الإدارية جاء على حساب الجانب البيطري، مؤكدا أن الوزارة أنشأت عددا من المختبرات البيطرية في المناطق الرئيسية ومنها مختبر عرعر، الذي ينقلون إليه العينات المطلوبة عند الحاجة. وطالب الوزارة بأن تعمم هذه المختبرات لتغطي حتى الفروع، مرجعا التناقص في الثروة الحيوانية في محافظة طريف إلى اسباب عدة أقلها تأثيرا هو جانب الخدمات البيطرية، إضافة إلى العزوف عن تربيتها من ناحية اقتصادية. وتابع: غالبية الرعاة لا يربون الماشية من أجل أن ياكلوا اللحم ويشربوا اللبن بل منهم أصحاب رؤوس اموال، عزفوا عنها حين انخفضت المكاسب، واتجهوا لأنشطة أخرى، مثل مجال النقل الذي ازدهر في المحافظة خصوصا بعد افتتاح مصانع الاسمنت وكذلك العقار.