يوم الأربعاء الماضي اجتمع (380) راكبا في مطار الرياض في انتظار الرحلة (1035) التي ستنقلهم إلى جدة عند الساعة الثانية بعد الظهر، لكنهم ظلوا في المطار إلى ما بعد الساعة التاسعة مساء قبل أن ينعموا بالرحلة الميمونة إلى جدة!! أكثر من سبع ساعات تأخير في موعد الرحلة يقضيها المسافر في المطار محاطا بالغموض وبتجاهل إعلامه بأي شيء عن مصير رحلته حيث تبدو السعودية تؤمن بالحكمة التي لقنت لنا جميعا في المرحلة الابتدائية (الصمت حكمة وقليل فاعله)، فلعل السعودية تطمح أن تكون من أولئك القليل!! يتزاحم الركاب حول كاونتر وحيد كل منهم يأمل أن يجد عنده إجابة شافية عن مصير رحلته، كاونتر وحيد يعمل فيه موظفان أو ثلاثة ازدحم حولهم ثلاثمائة وثمانون شخصا يمثلون عدد ركاب الطائرة المهملين!! لا أحد يخبر المسافرين بأسباب التأخير، ولا بما سيترتب عليه، ولا ما هو الموعد الجديد، ولا أحد يخير المسافرين إن كانوا يرغبون في الانتظار أو يفضلون تغيير حجوزاتهم إلى رحلة غيرها في موعد آخر، ولن أقول لا أحد يسألهم إن كانوا يرغبون تحويل رحلتهم إلى خطوط أخرى، فالسعودية هي الناقل الوحيد ولا مفر منها إلا إليها. لا أحد ينكر أن هناك حالات طارئة خارج عن الإرادة تقع أحيانا وتتسبب في التأخير. وليس الاعتراض هنا لم يقع التأخير فنحن نسلم جدلا أن هناك أسبابا لا يمكن للخطوط التحكم فيها، ولكن ماذا عن خدمات ما بعد التأخير؟ فالركاب المنتظرون يخسرون بالانتظار تماما مثلما أن الخطوط تخسر عند تخلف الركاب عن الرحلة، الركاب يخسرون معنويا إن لم يخسروا ماديا، فإلى جانب وجود ركاب كبار في السن أو أطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة ويرهقهم الانتظار الطويل، هناك أيضا ركاب مرتبطون بمواعيد مصيرية كدخول اختبار أو حضور اجتماع عمل أو مقابلة شخصية أو موعد مستشفى أو اللحاق برحلة أخرى، أو المشاركة في أداء واجب في مناسبة عائلية أو غير ذلك من الارتباطات المحددة بزمن معين ومتى فات موعدها خسرها الراكب، فماذا تفعل السعودية كي تعوض ركابها عن تلك الخسارة؟ بعد سبع ساعات من التأخير مملوءة (بالمرمطة) والتجاهل، ماذا تقدم السعودية لركابها؟ هل تعوضهم بتذاكر مجانية مماثلة القيمة لتذاكرهم لاستعمالها في رحلة أخرى؟ هل تعطيهم أفضلية في الحجز للرحلات القادمة؟ هل تعيد إليهم نسبة من سعر التذاكر التي دفعوها؟ ماذا تقدم لهم بعد أن تحبسهم في المطار في انتظار رحلتها المجهولة فيظلون يتقلبون في ظلمات الغموض التام حول مصير الرحلة، ملتصقين بمقاعدهم لا يستطيعون مغادرتها خشية أن تفوتهم اللحظة التي تشرق فيها الطائرة الميمونة. أما إن تأخروا هم في الحضور وفاتت عليهم الرحلة، فعليهم ترضية العزيزة السعودية وتطييب خاطرها بدفع غرامة مالية باهظة عسى أن تعوضها عن خسارتها التي كانوا سببا فيها!!. فاكس: 4555382 1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة