فرنسا وعبر أكثر من مسؤول كبير أشارت إلى عدم ثقتها بالتزام النظام السوري ورئيسه بتعهداته، فيما الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت أنها لا تتوقع التزام الأسد بتعهداته. وما بين فرنساوالولاياتالمتحدة الكثير الكثير من الدول العربية والغربية لا ترى أن الأسد سيلتزم بما تعهد به للمبعوث الدولي والعربي كوفي عنان بوقف إطلاق النار، والانسحاب العسكري من المدن في العاشر من شهر أبريل (نيسان) الجاري. وهذا الكثير كان من الممكن أن يكون إجماعا لولا الخرق الروسي الصيني الإيراني مع نأي لبنان عن المعادلة الثلاثية وهي سياسة التزمتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتفخر بذلك؟! مع هذه اللا ثقة الدولية بالنظام السوري ورئيسه وهي حالة لها ما يبررها في مراجعة سريعة لتعهدات النظام منذ بداية الثورة في سورية أي منذ ما يزيد عن العام بقليل حيث كل تعهد هو مشروع قتل جديد ومهلة جديدة لمزيد من المجازر والقمع والدماء. فإن التساؤل المطروح حول من يصدق بشار الأسد؟!! يصلح لاستطلاع تلفزيوني في مسابقة للمشاهدين بأحد برامج التسلية التي تعرض في نهاية الأسبوع والتي تطرح تساؤلا الإجابة عنه ليست بالصعبة، بل سهلة جدا وذلك بهدف جذب أكبر عدد من المشاهدين للاتصال والمشاركة. من يصدق بشار الأسد؟! الجواب لا أحد، لأنه وبكل بساطة، أن هذا النظام ورئيسه أثبت مما لا يقبل الشك ولا المواربة لا يجيد الصدق لا، بل يمتهن الكذب في الإعلام في السياسة الخارجية في تسيير شؤون الشعب السوري في الادعاء بالشفافية. إنه نظام «مقالب غوار الطوشي» ذاك المسلسل الكوميدي الذي تقوم فكرته على «غوار» الذي لا هم له سوى تدبير المكائد والمقالب لحسني البورزان وبكل من يعترض طريقه.! إنه نظام لا يجيد سوى الأخذ ولا قدرة له على العطاء، نظام لا يحترم المهل ولا يجيد لعبة اغتنام الفرص، وهو توصيف جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف عندما أكد أن النظام السوري تعامل ببطء في تنفيذ ما وعدنا به والكلام للافروف..!! الهروب من موعد العاشر من أبريل (نيسان) هو عنوان الأيام المقبلة بالنسبة للنظام السوري، وهو ما بدأ عبر ممثله في الأممالمتحدةبشار الجعفري الذي طالب بتعهد خطي من المعارضة بعدم استغلال الانسحاب العسكري من المدن عبر السيطرة عليها مجددا. ولعل أبرز ما قاله الجعفري حرفيا «لا نريد التزاما خطيا من الجميع»، وفي كلمة الجميع تكمن مكيدة النظام يعني أنه يريد توقيعا من الشعب السوري، كل الشعب السوري يماثل التواقيع التي انتزعها من بعض المعتقلين بالتعهد بعدم التظاهر مجددا بعدم الدفاع عن النفس مجددا بعدم الدعوة لإسقاط النظام مجددا. ما لم يستطع بشار الأسد وجيشه وشبيحته واستخباراته وحلفاؤه من فرس وروس وخلافه أن يحققوه طوال سنة كاملة يريد النظام عبر ممثله الجعفري أن يحققه له كوفي عنان وليس هذا فقط، بل يريد تعهدا من الدول الداعمة للشعب السوري، تعهدا خطيا بوقف هذا الدعم، وترك الشعب لمصيره أمام آلة القتل. هذا النظام مما لا شك فيه وفي تعبير وقور قد فقد اتزانه السياسي، فقد الحس بحقيقة ما يجري حوله، فهو لا يدرك أن ما بعد العاشر من أبريل (نيسان) لا يشبه مطلقا ما قبله، لا دوليا ولا داخليا وتحديدا في الداخل. ولتفصيل ذلك ما على الجميع إلا أن يراقب دمشق والزبداني ودرعا، على الجميع أن يسأل ماذا حصل في المستشفى الوطني في حمص؟ وكيف عاد الجيش السوري الحر إليه. ولماذا عاد جيش النظام إلى قصف الزبداني بعدما أعلن تحريرها في وقت سابق وليسأل الجميع عن دومرا وجوبر وحرستا وماذا يحصل هناك ومن الذي يسيطر على الأرض. نظام الأسد يلعب آخر ألعابه، فالتاريخ لا يعود إلى الوراء والعاشر من أبريل (نيسان) سيكون شاهدا على الجميع، على الأسد وتعهداته وعلى المجتمع الدولي وتخاذله وعلى الشعب السوري وبطولته.