أبو بكر سالم فدعق وصل إلى جدة في العام 1985 م قادما من جنوب اليمن وبالتحديد من مدينة عدن الساحلية للبحث عن فرصة عمل، وادخار مبلغ من المال يكفيه لركل حياة العزوبية .. ولم يدر بخلده أن رحلته إلى عالم الغربة قد تطول. فدعق دخل سوق العمل في مجال المبيعات والتسويق .. وقضى جل وقته في محافظة جدة لتوافق مناخها الساحلي مع مدينته الجنوبية. مشاهد كثيرة عاصرها أبوبكر في حياته .. ويرويها لنا قصة تسارع الأحداث بعد خروجه من اليمن عام 85م .. ونشوب صراع السلطة في 86 م .. واضعا يده على قلبه قلقا من نتائج الصراع .. ليعود بعد خمسة أعوام إلى أحضان الوطن حاملا تحويشة الزواج .. ليقترن برفيقة العمر .. ويعود بعدها إلى وطن الغربة ليقضي ثلاثة عشر عاما بعيدا عن أحضان الوطن .. وأنجب من الأبناء ثلاثة أولاد محمد ، سالم ، ومصطفى ومن البنات مرام ومروة. فدعق عكف على تربية أبنائه وترك الوطن خارج الذاكرة .. إلا من تواصل هاتفي بين الحين والآخر .. وتتبع للأحداث عن طريق وسائل الإعلام .. ويروي له أدق التفاصيل في محيط الأسرة المسافرون القادمون. محمد الابن الأكبر البالغ من العمر 19 عاما تحدث لنا عن الحياة في جدة والتي يشعر بأنه أحد أبنائها .. قائلا: أشعر أنني في وطني بين أهلي وأصدقائي ولا أستطيع مفارقة جدة التي اعتبرها مدينتي الحبيبة التي تحمل لي أجمل ذكريات الطفولة. مرام الابنة الكبرى، ومروة آخر العنقود تؤكدان أن الحياة في جدة أجمل .. غير أن سالم ومصطفى في منافسه مستمرة تشعل الفوضى في المنزل، وقد تنتهي بعراك ..هذا ماذكره أبوبكر لنا عن الجو الأسري في منزله. رفض أبوبكر الحديث عن السياسة .. والأوضاع السياسية في اليمن .. مكتفيا بمطالبة أبناء اليمن بتوحيد إرادتهم لخدمة وطنهم، ونبذ الخلافات الحزبية ومبدأ الثأر القبلي .. مشيرا إلى أن النزاع القبلي، وفتنة الأحزاب تنخر في جسد اليمن الدولة، وأن ذلك ينعكس سلبا على الأمن والاستقرار والأحوال المعيشية الصعبة التي تمر بها بلاده.