بعض من الناس عندما يجد اهتماما كبيرا بشأنه يسوق علينا العبط والعبث والدلال و يظن بل يصدق أنه فوق الكل وأن لامشاكل لدينا إلا هو ويتقوقع حول نفسه ومشكلاته ومعاناته وينسى ويتناسى أن للغير حقوقا وواجبات ومشكلات ومعاناة مثله تماما وأن الحياة لا يوجد بها أحد مرتاح وأن الكمال لله وحده وهذه هي سنة الحياة وأن علينا السعي والثبات وعدم اليأس والتوكل على الله وليس التواكل على الغير، فلذة النجاح في التعب وليس في الصعود على أكتاف الآخرين، فلماذا ننزل إلى الشباب ولماذا لا يصعدون هم إلينا؟ أقول هذا وأنا واحدة من الشابات تؤسفني الجهود الجبارة للرقي بالشباب وما إن يواجه عثرة أو معضلة، أعرض عن الحياة وتنكر للكل وانزوى قصيا عنهم؟ فهل نواجه حل المشكلة بمشكلة ومعضلة أكبر منها؟ أم أنه طاب لنا لوي ذراع من يحبوننا ويخافون علينا؟، يخرج لنا أحدهم برسالة تسود وجهه في الدنيا والآخرة إن لم توظفني وزارة الصحة وتحقق مطالبي سوف انتحر وآخرون انتحروا وينتحرون، وكل يوم يخرجون لنا بصرعة صرعت العالم معهم، يوم عبدة شياطين وبويات ويوم خوي وخويات، حتى وصل بهم الحال بسبب بعدهم عن الله وذويهم وعدم تفاعلهم مع المجتمع ومؤازرته بل لشدة معاصيهم وقنوطهم من رحمة الله إلى منتحرين ومنتحرات، فهل خلقنا لهذه الغاية؟ والله أنه عبث وأي عبث، بل شيانه وقواة عين، أنا مع هموم الشباب وأنا منهم وهم مني ولكن علينا التكاتف نحن مجتمع الشباب لحل مشاكلنا بأنفسنا وعدم إرهاق الدولة بها في وقت الكل يتربص بنا ويحسدنا على ما نحن فيه من نعمة ودلال، استفاد منها القاصي والداني، فبدل أن نحمد الله على النعمة ونحافظ على دوامها بالعمل المخلص والجهد الدءوب والنهوض بالوطن الذي نهض بنا حتى أصبحنا شبابا، نجحد حتى نعمة الخالق فلماذا؟ ولأجل ماذا؟ ولأي غاية تسعون؟ وهل تظنون يوما أن ثمة حضن دافئ كحضن هذا البلد المعطاء؟ لا والله، لهذا تتحدثون من فراغ، وكل متحدث نفيس. أمل مغربي (جدة)