شكك خبراء عسكريون واستراتيجيون مصريون في حديث ل «عكاظ» بالتزام النظام السوري حول تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان، وسحب الآليات العسكرية من المدن، مشيرين إلى أن الوضع في سورية بات معقدا للغاية، ومن الصعب أن تفضي مهلة العاشر من أبريل (نيسان) إلى وقف كل أعمال العنف والقتل. وقال الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل «إن الأسد لن يلتزم بالمهلة المحددة، وسيختلق الذرائع لاستمرار العمليات العسكرية بدعوى الدفاع عن النفس». وأكد أن نظام الأسد لن يقبل بالهزيمة في نفس الوقت، أو فرض المجتمع الدولي إرادته عليه، وسيظل يختلق الحجج والذرائع للهروب من خطة كوفي عنان برغم إظهار القبول بها، لا فتا إلى أنه سيظل يناور سياسيا مراهنا على عنصر الوقت، داعيا إلى ضرورة تسليح الجيش السوري الحر، ومستبعدا اشتعال حرب أهلية. وقال إن تسليح الجيش من شأنه أن يحد من قدرة قوات الأسد وعملياتها ضد الشعب السوري، خصوصا إذا ما جرى تزويد المعارضة بالأسلحة التي تمكنها من التصدي للجيش النظامي في معارك المدن وعبر الكمائن بجانب تزويد الجيش الحر بالمعلومات وكلها وسائل ستمكنه من التصدي للقوات النظامية. فيما رأى الخبير العسكري والاستراتيجي المصري العميد صفوت الزيات أن منح النظام السوري أياما أخرى يعد خطأ كبير. معتبرا أن هذه الفترة سيقدم خلالها هذا النظام على زيادة معدلات القصف والقتل والتدمير ضد خصومه ظنا منه بإمكانية القضاء على الثورة وإنهائها تماما على غرار ما فعل في بابا عمرو، التي قام بزيارتها والوقوف على أشلاء الضحايا والأطلال التي خلفها قصف قواته. وأكد على حتمية محاكمة الأسد ونظام حكمه على جرائمه، رافضا منحهم أية حماية مقابل الخروج من الحكم، كما أشار إلى ضرورة محاكمة كل من تورطوا بارتكاب جرائم وعمليات إبادة ضد المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري، لافتا إلى تعمد نظام الأسد حرق المراحل للقفز على الأشلاء، وفرض الأمر الواقع على السوريين والمجتمع الدولي.