اعتبر وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام مهلة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان لوقف القتل في سورية في العاشر من ابريل (نيسان) الحالي فرصة أخيرة لنظام الأسد الذي يتحمل مسؤولية عواقب المراوغة، بينما نفت الولاياتالمتحدة ما أوردته روسيا عن بدء دمشق تطبيق خطة عنان. وقال عبدالسلام ل «عكاظ» أن قبول الحكومة السورية بوقف العنف ليس كافيا، وإنما يتعين تنفيذها لكل عناصر الخطة التي قدمها عنان للتوصل إلى حل للأزمة. وأكد أن المهلة تعد اختبارا لمدى التزام النظام بعناصر الخطة التي تعتمد على المبادرة العربية. وسيقود الجنرال النرويجي روبرت مود بعثة المراقبين الدوليين في سورية نظرا لخبرته في الشرق الأوسط بحسب ما أعلنه أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أمس، مبينا أن مود سيرأس فريقا من الأممالمتحدة مكونا من 5 إلى 6 أشخاص سيتوجه إلى سورية خلال 48 ساعة لإعداد خطة نشر المراقبين للتأكد من وقف أعمال العنف، مشيرا في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي ووقف للعنف قبل نشرهم. ويلتقي عنان ومود في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف اليوم لمناقشة آليات بعثة المراقبين. وقد أدرجت مهمة بعثة المراقبين في مشروع بيان تعده واشنطن وباريس ولندن ويتوقع أن يتبناه مجلس الأمن الدولي اليوم أو غدا. وطالبت المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس أمس، مجلس الأمن بالتحرك «السريع جدا والصارم» إذا لم يف النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من الشهر الحالي. وأكدت رايس أن الولاياتالمتحدة لا تزال تشكك برغبة الرئيس بشار الأسد في تطبيق خطة عنان. وقالت للصحافيين «من وجهة نظرنا وأيضا وجهة نظر الكثير من الدول الأعضاء (في المجلس) فإن ما شاهدناه منذ أول أبريل لا يبدو مشجعا». وأضافت «إذا استخدمت الحكومة السورية هذه المهلة حتى 10 أبريل (نيسان) لتكثيف العنف بدلا من تخفيفه سيكون على مجلس الأمن الرد على هذا الفشل بسرعة شديدة وبصرامة». كما أكدت الولاياتالمتحدة أمس أنها لا تملك حتى الآن أي دليل يثبت ان النظام السوري يفي بوعده بالبدء في تطبيق خطة عنان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند «قيل لكوفي عنان أن الأسد سيباشر الوفاء فورا بالتزاماته بالانسحاب من المدن». وأضافت «أريد الاشارة الى اننا لم نر اليوم (امس) أي دليل يثبت انه قد وفى بأي من التزاماته». ويتعارض هذا التأكيد الأمريكي على مراوغة نظام الأسد مع ما أوردته وزارة الخارجية الروسية في بيان ذكرت فيه أنها تبلغت من السفير السوري في موسكو أن دمشق بدأت تنفيذ التزاماتها بموجب مبادرة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. من جهته شدد رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة «مندوب قطر» ناصر عبدالعزيز الناصر على ضرورة أن تتعاون الحكومة السورية في الوقت الراهن بشكل كامل مع عنان وفريقه. وقال الناصر في مؤتمر صحافي في نيويورك «سمعنا جميعنا عن الموعد الجديد المحدد بالعاشر من ابريل (نيسان) الحالي. وأضاف أن «العالم يراقب، وللأسف فما زلنا نتلقى تقارير عن مقتل مواطنين سوريين بيد حكومتهم كل يوم. إن أعمال العنف والقتل يجب أن تتوقف على الفور».