أعلن وزير المالية الكندي (جيم فلاهرتي) يوم الخميس الماضي قرار حكومته وقف التعامل بالفئة الصغرى من العملة المعدنية (البني) المعادلة للسنت الأمريكي وللهلة السعودية في ترتيب فئات العملة وذلك اعتبارا من هذا الخريف 2012م. وتنضم كندا بهذا الإجراء إلى عدة دول سبقتها منها نيوزيلندا وأستراليا وهولندا والنرويج والسويد. وقررت كندا أن تبدأ الفئات المعدنية المتداولة بفئة الخمسة سنتات وذلك لأن هذه الفئة من العملة بحسب الوزير لم تعد صالحة للتداول وأنها تثقل جيوب المتداولين وتحتل حيزا كبيرا في التخزين دون مردود يذكر إضافة إلى ارتفاع تكلفة إنتاج السنت الواحد في ضوء التضخم المتصاعد لتتخطى قيمته الاسمية لتصل (1,5) سنت وترفع تكلفة إنتاجه الإجمالية السنوية إلى (11) مليون دولار. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية مازال الجدل دائرا بشأن سحب السنت من التداول والذي تقدر تكلفة إنتاج الواحد منه 2,2 سنتا من خزينة الدولة رغم أن المعدن الذي يستخدم في سكه (الزنك) يعتبر أرخص من المعدن الذي كان يسك به سابقا (النحاس). وينحصر الجدل بين المعارضين والمؤيدين الذين منهم الرئيس أوباما في أن المعارضين يخشون من استغلال التجار لرفع الحد الأدنى للعملة المعدنية في إشعال التضخم بوتيرة أعلى على شكل قفزات كل قفزة منها بمقدار خمسة سنتات (نيكل) أو عشرة سنتات (دايم)، كما أنهم يتحدثون عن أن الاقتصاد الأمريكي سيتكلف 1,5 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة، وأن هذا يفوق الوفر الذي يمكن تحقيقه على مدى عشر سنوات في حال اتخاذ القرار الذي يقدر بحدود (500) مليون دولار فقط. وفي بلادنا نعلم أن العملة المعدنية المطروحة للتداول هي من فئات الخمس والعشر والخمس وعشرين والخمسين هللة إضافة إلى الريال المعدني الذي تندر رؤيته في الأسواق. أما الهللة الواحدة فرغم إعلان مؤسسة النقد العربي السعودي عن نيتها بطرحها في الأسواق إلا أنها لم تفعل حتى الآن. وفي أسواقنا تبرز مشكلة كبيرة في التداول بالعملة المعدنية بكل فئاتها فهي إما غير متوفرة من مصدرها وأعني بذلك المؤسسة أو أن هناك تعمدا من أصحاب المحلات التجارية في إخفائها. وأصبح الكثير من التجار يضيفون الخمس والعشر هللات إلى سعر أي سلعة من السلع ليزهدوا المشترين في باقي الريال ويعطوه بدلا من حقه (علكة). ولا أعلم كيف تم الإجماع على اختيار العلك كبديل عن فروق الريال، بل إن بعض المحاسبين يضع عبوة العلك ضمن مشترياتك دون مشورة وكأنما أصبح الأمر في باب المسلمات. أما إذا حاولت المقاومة فاعلم أن مشكلة كبيرة ستنشأ وسيشترك باقي الزبائن في حلها على طريقة (مشي حالك يا شيخ)، أو (يا أخي أنا أعطيك بدال الهلل ريال وفضها سيرة)، و(يا شيخ لا هي مفقرتك ولا مغنيتهم).. وبالطبع مع تزايد المشكلات ووصولها حد الاشتباك بالأيدي نتيجة إصرار بعض المشترين على تسلم باقي الريال هللة هللة لجأت بعض المحلات الكبيرة إلى حيلة محرجة للمواطن وموضع تساؤل للمغترب في بلادنا، وهي أن يعرض عليك المحاسب أن تتبرع بباقي الريال للجمعيات الخيرية. وهذه الحيلة نفسية بالدرجة الأولى لأنك إن لم تتبرع ستبدو أمام الناس كبخيل غير محب للخير. وينطبق هذا على المغتربين أيضا، فما أسوأ أن نطلب من شخص مغترب، وربما كان على غير ديننا، أن يتبرع لجمعياتنا الخيرية حتى نأخذ باقي رياله.. ولذلك آمل أن تتدخل وزارة التجارة ومؤسسة النقد في حل مشكلة تواجد الهلل بفئاته المختلفة في السوق السعودية ومنع كافة أساليب الاحتيال في الرفع التدريجي لأسعار السلع المختلفة لمستويات أعلى تبدأ من الخمس هللات الأولى صعودا حتى يتم الاستيلاء على باقي الريال لتتم إضافة خمس هللات جديدة، وهكذا إلى ما لا نهاية.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 130 مسافة ثم الرسالة