أكد ل «عكاظ» الربان عبدالمنعم محمد الجناحي مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية (ميماك) رفع حالة الطوارئ أمس، والتي فرضت منذ أسبوعين جراء اندلاع الحريق الهائل الذي شب في ناقلة النفط المنكوبة «ستولت فالور» في مياه الخليج. وأكد أنه لا مخاوف من وصول الزيوت المنسكبة إلى شواطئ دول الخليج، مقللا من المخاطر التي يمكن أن تحدثها على البيئة البحرية والكائنات قبالة السواحل. وكشف النقاب عن انتهاء الفرق المختصة من جميع عمليات إزالة آثار التلوث التي أحدثها تسرب جزء من النفط في المياه، مؤكدا أن المنطقة المحيطة بالموقع أصبحت خالية تماما من التلوث بنسبة 100 في المائة، وقال «استطاعت فرق الإنقاذ أمس السيطرة عليها وتخليص جميع الزيوت التي من الممكن وصولها لشواطئ دول الخليج خصوصا السعودية والبحرين، كما سيطرت على معظم كمية الملوثات الضارة بالبيئة وتحويلها إلى قوارب الإنقاذ»، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تشهد تحويل حمولة الناقلة إلى سفينة أخرى. وأشار إلى أن حالة الناقلة مستقرة، ووضعها لا يشكل أية خطورة على سواحل المنطقة، وذلك لبعد السفينة عن سواحل المنطقة وتواجدها في مياه عميقة، وذلك بالرغم من احتمال انشطار الناقلة في أية لحظة بسبب الرياح والأمواج. وقال: «هناك شائعات يجري تناقلها عبر رسائل sms بأن بضاعة الناقلة ستتبخر في حال تعرضها للهواء الجوي، والبقية منها ستذوب في البحر، إلا أن هذه الشائعات بنيت على أساس خاطئ، ويود المركز إعطاء فكرة عن هذه المواد والمبنية على أساس علمي دقيق والتي قامت (الهيئة الدولية لملاك الناقلات لشؤون التلوث) ITOPF والفريق العلمي للمنظمة البحرية الدولية IMO بتزويد المركز بها وهي (ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير) مركب كيميائي يتميز بطفوه على سطح السوائل، وتبخره السريع، وذوبانه في الماء، ومعدل تبخر أو ذوبان هذا المركب يعتمد على الجو السائد أثناء انسكابه، ففي المياه الهادئة تتبخر كمية كبيرة منه في الهواء، في حين أن كمية أكبر منه تذوب في ماء البحر الهائج»، وكما هو معروف أن (ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير) مادة قابلة للاشتعال فعند اختلاط أبخرته مع الهواء يتكون خليط قابل للاشتعال بالقرب من البقعة الطافية على سطح البحر، وعندما تكون نسبة كثافة الكمية المتبخرة منه إلى كثافة الهواء/الخليط منه أكبر من 1، فإن ذلك يعني أن هذا الخليط سيبقى مستقرا على مستوى البحر، أما احتمال تبدده، فإنه يعتمد على سرعة الريح، إذ كلما زادت سرعة الريح زادت معها سرعة تبدد الخليط إلى أن يصل إلى أدنى حد للاشتعال (أي الحد الذي ما دونه يتوقف الاشتعال). وأضاف بالنسبة إلى تأثيره على البيئة البحرية، فإن مجموعة الخبراء التابعين للمنظمة البحرية الدولية والمتخصصين في دراسة المواد الضارة بالبيئة البحرية يرون أن (ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير) ليس من المواد التي تتراكم في أجسام الكائنات البحرية الحية، وأن درجة سميته القصوى منخفضة نسبيا (تساوي 1/6 درجة)، أما درجة سميته المزمنة فإنها منخفضة جدا (تساوي 0.1/4 درجة). أما في ما يتعلق بتأثير (ثنائي الميثيل بروبانال) على البيئة البحرية، فإن مجموعة الخبراء التابعين للمنظمة البحرية الدولية والمتخصصين في دراسة المواد الضارة بالبيئة البحرية لا يذكرون شيئا عنه بالرغم من أنهم مهتمون جدا بالمواد الكيميائية التي تذوب في الماء.