• ها أنا أعود مرة أخرى أقلب صفحاتي من جديد .. أعود بلهفتي وأجلس أمام ابني وأسترجع ذكريات السنوات الماضية. أيام ما كنا نسعد ونوقد قناديل الفرح في ليلة مثل ليلة الجمعة الساخنة .. نهزم اليأس ونرفض العبث في تاريخنا ونزرع العزيمة في طريقنا لكي نقف على مشارف طموحاتنا وننشد أحلامنا بدون خوف أو خمول. • ليدور بيننا الحوار للحظات ولحظات لكنها من أجمل اللحظات .. تحدثنا عن الاتحاد ببهجة وسرور. • وهمسنا بأشياء أخرى بين السطور. • ربما تعود وربما لا تعود. • نور .. قد أكون متفائلا إلى أبعد الحدود .. بأن الماضي سيعود. • منصور .. لكن يبقى بيننا خيوط من الأمل تحتاج إلى نسيج من جديد. • نحتاج إلى قصيدة شاعر وريشة رسام حتى تتزين صورة العميد. • هكذا كان اللقاء منصور البلوي ومحمد نور ونبضه الذي سرى من بحر جدة للخليج. • صحيح منصور البلوي لم يصرح ونور لم يلمح ولكن الصورة تكفي أن تقرب البعيد في عيون جمهور الاتحاد. • نشوة انتصار مرت على المدرج الأصفر بعد غياب. • لم تحققها مواجهة الديربي التي فاز فيها الاتحاد ولم يحزن عليها الأهلي. • وإنما مشهد البلوي ونور سرق كل الأضوء مشهد انتصر فيه العاشقون وتجلجلت فرائس من اطمأن على (زعامته) • ولكن ماذا بعد؟ • هل هي صورة فقط أم عند محمد نور الخبر اليقين. • طالما نتحدث عن الاتحاد فإن فوزه (الباهت) وتعادل الاتفاق لم يكونا كافيين لحسم الدوري بقدر ما عكس قوة أنديتنا التي جاءت من خلال نهوض الاتحاد من كبوته واستعادة الاتفاق لتوازنه لتكتمل الحلقة بين أضلاع المتنافسين بغض النظر عن حظوظهما في المنافسة إلا أن حضورهما في الجولة الماضية خلق نوعا من التناغم للدوري وساهم في زيادة معدلات الإثارة والتشويق. • هذا التناغم جعلنا نستمتع بالدوري السعودي ونتذوق حلاوته وننسى المرارة التي تجرعناها من المشاركات الخارجية للمنتخب السعودي ليأتي العراك المثير في دق تفاصيله كاشفا الحقيقة المؤلمة لا نجاح بلا إخلاص طالما التخطيط والتركيز والإخلاص لا يظهر إلا عندما تتمايل أغصان الميول في دوخلنا وتتساقط أوراقه عندما تكون المهمة وطنية. • نعم دوري مثير وجميل وانتفاضة الاتحاد والاتفاق زادته حلاوة وانتعاش حظوظ الهلال ونموها على استحياء فهو يترقب حينا اللقب ويغازله أحيانا أخرى بالفعل دورينا في الموعد. • وقفة • كم هي المنافسة جميلة .. والأجمل أن تسود الروح الرياضية للقاءات الديربي.