.. كثر هم الذين كتبوا عن جدة وتاريخها، ونشوئه الذي ثبت بالقرائن والأحداث أنه قبل الإسلام. ولو أردت استقصاء ذلك وعرضه لتطلب مؤلفا خاصا، لكن الذي أود أن أصل إليه هو أن ما من كتاب صدر عن جدة وتاريخها إلا كان مفيدا أو جديدا. وقد صدرت في الثلاثة عقود الأخيرة مجموعة من تلك المؤلفات كان أكثرها أهمية ونفعا، وأجدرها بالاستعراض كتاب: «جدة.. معطيات المكان و آفاق الزمان» .. فهو يؤرخ لجدة منذ نشأتها الأولى، وحتى تاريخها الحديث وهو من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الرزاق سليمان أحمد أبو داود، والأستاذة الدكتورة ليلى بنت صالح محمد زعزوع، وقد جاء في مقدمة الكتاب: كانت جدة حتى عهد قريب لا تصلح لرسو السفن الكبيرة لكثرة الحواجز المرجانية حول سواحلها، وتعرضت لغزو برتغالي فاشل عام 1541م، وكانت تعاني من شح الماء طوال تاريخها، ولاتزال كذلك رغم الجهود الهائلة لمدها بالمياه المحلاة نظرا للزيادات الكبيرة في أعداد السكان والهدر المائي وسوء شبكة المياه، وهي آخر مدينة حجازية انضمت للدولة السعودية وكانت ترتبط من الناحية الإدارية بمكة المكرمة. وقد جانبت بعض المصادر الصواب عندما أشارت إلى أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما زار جدة عام 26 هجرية سماها «جدة» فالشواهد كثيرة تدل على قدمها وقدم تسميتها بهذا الاسم. ولعل في السيرة النبوية الشريفة خير دليل على ذلك عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه عن أن يفدي نفسه من الأسر، فأجابه نوفل بأنه لا يملك مالا، فقال له عليه الصلاة والسلام وأين رماحك التي خبأتها بجدة ؟ جدة إذن مدينة قديمة جدا، كانت قرية صغيرة في بادىء أمرها قبل ظهور الإسلام بسنوات طويلة، تسكنها وتحكمها قبيلة قضاعة القديمة، وقد وجدت آثارا تدل على ذلك، ولازال الكثير منها محفوظا في المتحف الوطني بجدة، وتعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين.. وإلى الغد لمواصلة الحديث عن جدة وتاريخها مما جاء في كتاب «جدة .. معطيات المكان وآفاق الزمان». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة