يعد سوق «السوريين» من أقدم المراكز التجارية في مدينة جدة، وهو سوق عادي وليس (مول)، متوسط الحجم يضم أكثر من 300 محل له عدة بوابات، وافتتح بعد إعادة إنشائه وتحسينه وتطويره. يرتاده في الغالب عدد من أصحاب الدخل المحدود، ويجدون فيه ضالتهم من حيث البضائع ذات الجودة الجيدة والسعر المنخفض، خلاف الأسواق الحديثة التي غالبا ما تحتوي على ماركات عالمية غالية الثمن، فيما يفضل الباحثون عن التراث ارتياد هذا السوق بحثا عن رائحة الماضي التي لا يمكن الشعور بها في الأسواق التجارية الحديثة. وعن سبب تسمية بسوق السوريين، قال محمود (أحد الباعة): سابقا كان هذا المركز عبارة عن مكان تجمع لعدد كبير من الشاحنات القادمة من بلاد الشام التي كانت تحمل ببضائع صنعت في سوريا ويجري بيع البضاعة هنا، ومع مرور الوقت جرى إنشاء محلات ليتم من خلالها بيع البضائع اللبنانية بالإضافة لبعض البضائع التركية إلى أن أصبح مركزا تجاريا. ويتابع محمود: وفي عام 2005 جرى إخلاء المحلات من أجل إعادة الإنشاء والتطوير لتحسين المجمع الذي افتتح رسميا باسم سوق السوريين، إلا أنه مازال إلى اليوم يشتهر بسوق السوريين، ومن الملفت في هذا السوق أن أغلب زبائنه من السوريين واللبنانيين والأتراك. هناء (إحدى المتسوقات السوريات) قالت ل«عكاظ»: كلما شعرت بالحنين إلى سوريا ارتاد هذا السوق، وبشكل عام تعجبني الألبسة القطنية ذات الصناعة السورية التي تتصف بجودتها العالية وأسعارها المعقولة. أما أم عدنان فتقول ل«عكاظ»: منذ أكثر من 10 سنوات نرتاد هذا السوق لأنه يذكرنا بأسواق سوريا من حيث المتسوقين، ومن حيث البضائع، إذ إن معظم مرتادي هذا السوق من سوريا ومن «الشام» تحديدا، وفي معظم الاحيان تلتقي النسوة السوريات في هذا السوق، لما له من علامة مميزة لدى السوريين المقيمين في جدة. فيما تقول رشا (فتاة سعودية): أسعار بضائع هذا السوق تراوح ما بين الرخيصة والمتوسطة، وبالرغم من عدم وجود ماركات إلا أنه من الممكن الحصول على بضائع «ظريفة» وأسعارها معقولة، مثلا من الممكن هنا أن تجدي كل أنواع العباءات بأسعار معقولة جدا. وتضيف شريفة (يمنية الجنسية): هذا السوق يخدم أغلب احتياجات المرأة للمناسبات والسهرات، حيث من الممكن الحصول عليها بأسعار أقل من المولات، وفي النهاية يبقى هذا السوق أرخص من غيره، لو جرى اختيار البضاعة من محل جيد.