يواجه النظام السوري إجماعا دوليا حول ضرورة تنفيذ خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، حيث أعلن المتحدث باسم عنان أمس أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد تطبيق خطة عنان «الآن»، بينما قتل 55 شخصاً برصاص النظام في جمعة أطلق عليها الناشطون «جمعة الخذلان العربي والإسلامي». وقال أحمد فوزي «نتوقع منه تنفيذ الخطة على الفور. وبوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانيا، وهذا يثير قلقنا الشديد»، مضيفا أن خطة المبعوث الأممي يجب تطبيقها «الآن». وشدد قائلا «يتوجب على السلطات السورية تنفيذ الخطة سريعا». ولفت فوزي أن عنان ينوي التوجه إلى إيران لكنه لم يحدد أي موعد لمثل هذه الزيارة. وأعلنت الولاياتالمتحدة أمس فرض عقوبات على وزير الدفاع السوري داود راجحة وضابطين كبيرين في جيش نظام الأسد هما العماد منير أضنوف نائب رئيس الأركان وزهير شاليش مدير الأمن الرئاسي. وتتضمن العقوبات تجميد أية أصول يملكونها في الولاياتالمتحدة ومنع المواطنين الأمريكيين من إجراء أي تعاملات معهم. كما أعلنت كندا عن تعزيز العقوبات على النظام السوري لتشمل زوجة الرئيس بشار الأسد ووالدته وشقيقته وشقيقة زوجته لتحذو بذلك حذو الاتحاد الأوروبي. وإجمالا أضافت 12 فردا جديدا ومؤسستان نفطيتان إلى قائمة الأفراد والكيانات التي تخضع لتجميد الأرصدة وحظر التحويلات الاقتصادية والتعامل معهم. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد إن هذه العقوبات الجديدة «تستهدف أساسا الأشخاص الذين يستفيدون من علاقتهم بالنظام (السوري) والمقربين من الأسد بما فيهم زوجته أسماء». وأفاد دبلوماسيون أن الأممالمتحدة تعتزم نشر بعثة مكونة من250 مراقبا في حال تم وقف إطلاق النار في سورية. وأشاروا إلى أنها طلبت من دمشق السماح بإرسال فريق من الخبراء من هيئة عمليات حفظ السلام ليدرسوا على الأرض توافر شروط هذا الانتشار. ولم ترد الحكومة السورية على الطلب بعد. ولن يكون هؤلاء المراقبون مسلحين وستتكفل القوات السورية بحمايتهم. من جهة ثانية، دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى وضع خطة مجلس الجامعة العربية الداعية إلى تفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه لبدء عملية انتقالية موضع التنفيذ. ويتوجه الأمين العام للجامعه العربية نبيل العربي إلى إسطنبول اليوم لحضور مؤتمر أصدقاء «سورية 2». وأفصح العربي عن إجراءات وخطوات لتسريع تنفيذ خطة عنان، والدفع باتجاه التزام الأسد بالخطة الدولية حول الأزمة، موضحا في معرض رده على سؤال ل«عكاظ» عن دعوة مصر للجامعة بسرعة اتخاذ خطوات لعقد مؤتمر للمعارضة تحت مظلتها « أننا ذاهبون إلى إسطنبول لمناقشة الأمر برمته مع كافة الأطراف وللخروج بموقف حيال كيفية التعامل مع هذه الأزمة». ميدانيا خرج الآلاف من المتظاهرين في مناطق عدة أمس في «جمعة خذلنا العرب والمسلمون». وأطلقت قوات النظام الرصاص عليهم وواصلت عمليات القمع ما أدى إلى مقتل 55 شخصا بينهم أربعة أطفال غداة القمة العربية التي دعت حكومة الأسد لتطبيق خطة عنان فورا. ففي العاصمة دمشق خرجت تظاهرة في حي جوبر حاولت قوات الأمن تفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين منشقين. كما خرجت تظاهرات في أحياء القابون، الحجر الأسود، كفرسوسة، القدم، الميدان والعسالي. وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات من 12 مسجدا في مدينة دوما واجه الأمن تظاهرتين منها بإطلاق النار، بحسب ما أفاد به عضو مجلس قيادة الثورة محمد السعيد الذي أشار إلى انتشار دبابات الجيش في بعض مناطق المدينة، وإطلاق نار كثيف في شارع الجلاء لتفريق تظاهرة. وقصفت قوات النظام أجزاء من مدينة حمص بالمدفعية الثقيلة.