تساءل أستاذ الأدب الحديث والسرديات في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن محمد النعمي في حديث ل«عكاظ» عن سر تقصير الجامعات في خدمة الحركة الثقافية في المملكة وطباعة الرسائل الجامعية فيما نجحت في ذلك وزارة الثقافة والإعلام، مشيدا في السياق ذاته بمستوى الرسائل العلمية في السنوات الأخيرة وعنايتها بالأدب السعودي وخاصة الرواية منه. وأشار النعمي إلى أن من حق الطلاب والطالبات أن يعبروا عن شخصيتهم العلمية ويبلوروا أفكارهم ويدافعوا عن آرائهم بوسائل مقنعة، دون اعتبار لرأي الأستاذ أو المشرف، وفي ما يلي تفاصيل الحوار: • ما رأيك في مستوى الرسائل العلمية محليا في السنوات الأخيرة؟ وما الذي ترى أنه ينقص البحث العلمي لدينا؟ • مستوى الرسائل العلمية جيد بشكل عام، وهو يتجه في السنوات الأخيرة للعناية بشكل كبير بالأدب السعودي، وخاصة الجانب الروائي منه. وقد عبرت في أكثر من مناسبة عن هذه الظاهرة التي تعد في صميمها مرتبطة بتطور النوع الأدبي الروائي في المملكة في العقدين الأخيرين. وبرامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وخاصة في جانب العلوم الإنسانية، تحتاج إلى انفتاح أكبر على النظريات الحديثة، والاستفادة القصوى من المؤتمرات العربية والعالمية لزيادة التفاعل العلمي، والسعي لتطوير البرامج العلمية لمواكبة التطورات المعرفية في الجامعات العالمية. • لماذا لا تطبع كثير من الرسائل العلمية أو يوصى بطباعتها؟ أم أنها في طبيعتها غير موجهة للقراء؟ • لا شك أن هناك العديد من الرسائل التي تستحق النشر لجديتها من ناحية، ولملامستها الراهن الأدبي والثقافي في المملكة، مما يجعلها جديرة بأن تقدم للقراءة. المشكلة تكمن في آليات النشر في الجامعات التي تحكمها البيروقراطية التي تعطل الكثير من البرامج. ولي تجربة في هذا السياق عندما اتصلت وزارة الثقافة والإعلام تطلب ترشيح بعض الرسائل العلمية لطباعتها، رشحت يومها رسالة ماجستير للطالبة مريم غبان بعنوان «اللون في الرواية السعودية» وتمت طباعتها، واكتشفت بعدها أن وزارة الثقافة طبعت عشرات الرسائل الجامعية خدمة منها للحركة الثقافية في المملكة. لماذا عجزت الجامعات ونجحت وزارة الثقافة؟ المسألة تحتاج إلى برامج نشر واضحة وإرادة علمية تستشعر من خلالها الجامعة أنها تقوم بدور في خدمة المجتمع الثقافي والأدبي في المملكة. وفي اعتقادي لو تعاقدت الجامعات مع دور نشر تجارية لرأينا العشرات من الرسائل العلمية الجيدة بين يدي القراء.