كان من المفترض حضوري لقاء حوار المسؤولية المشتركة الذي دعت إليه «عكاظ» وكان معالي الدكتور عبدالله الربيعة ضيف اللقاء إلا أن حابس الفيل حبسني (كما يقال) وكنت راغبا في إثارة عدة قضايا متعلقة بوزارة الصحة وأهمها الوعد الذي تلقيته من معالي الدكتور عبدالله في لقاء سابق (أيضا في عكاظ) حين سألت عن مستشفى الشمال في مدينة جدة الذي كثرت مواعيد الانتهاء منه إلى أن بلغ العشر سنوات أو تقل قليلا من غير أن ينجز، وكان معاليه (في اللقاء المذكور) قد وعد بالانتهاء منه خلال العام الماضي وها هي السنوات تمضي والمستشفى يعيش حالات التأجيل بمثابرة غريبة ومدهشة. والأمر الآخر الذي كنت أود طرحه قضية مزعجة للغاية ظهرت من سنوات ورفع رايتها وزراء الصحة السابقون حيث يأتي وزير ويعلن عن افتتاح عدد من المستشفيات ويأتي الذي يليه ويعلن عن افتتاح عدد آخر منها ويأتي الذي يليه ويعلن افتتاح كمية أخرى. وهذه الظاهرة جعلت مهمة كل وزير وكأنها الإعلان عن افتتاح مستشفيات من حيث الكم وليس من حيث النوعية ولهذا نلحظ أن أكثر مستشفياتنا الحكومية تعاني كثيرا بسبب غياب مقياس النوعية وحين أرادت الوزارة النهوض بالجانب النوعي كان الاعتماد على القياس جهة منبثقة من الوزارة نفسها وهو الأمر الذي غيب أيضا مصداقية الحكم فظلت المستشفيات الحكومية في حالة ضعف متواصل. هذه النقطة تحديدا كنت راغبا في إثارتها والتمني على وزارة الصحة انتهاج طريق النوعية بدلا من الكم. وكنت أتمنى إثارة موضوع المستشفيات التخصصية في الرياضوجدة والمحافظة على نوعية الخدمة المقدمة في تلك المستشفيات خشية من تدهور النوعية بعد ارتباطها بوزارة الصحة وكان السؤال كيف يمكن المحافظة على جودة ونوعية الخدمة في تلك المستشفيات وماهي الضمانات لإبقاء مستوى الخدمة على ماهي عليه؟ كما كانت قضية مراكز الرعاية الأولية هي جزءا من الاهتمام بالنوعية فهي بالكثرة الكاثرة التي لا تقدم ولا تؤخر فهي مراكز تستقبل المراجعين ولا تملك المعدات الطبية الكفيلة باكتشاف أي مرض ومهمتها التحويل إلى المستشفيات الحكومية ومع أن هذه التجربة مضى عليها زمن طويل ولم تحقق الهدف من إقامتها فقد كان الأولى بوزارة الصحة أن تقلص تلك الأعداد الضخمة في كل مدينة وتحولها إلى مستشفيات (درجة ثانية) قادرة على أداء الأدوار الطبية الحقيقية وليست الصورية خاصة إذا علمنا أن ميزانية ضخمة توجه إلى تلك المراكز الأولية. المهم أني فوت فرصة سماع الرد من معالي الوزير مباشرة عن تلك الأسئلة التي كنت أفكر في مناقشتها بلقاء عكاظ ..ولأن الخدمات الطبية المقدمة غير متساوية مع طموحات المواطنين فقد أسعدني ما صرح به الدكتور الربيعة من اعتزام وزارته الأخذ بالحلول العاجلة المتمثلة في تغيير الثقافة وكسب رضى المريض، والمحافظة على سلامة المريض واعتزام الوزارة بجعل المريض محور الاهتمام، وإطلاق شعار عنوانه المريض أولا، كما أنشأت الوزارة إدارة لعلاقات وحقوق المرضى ترتبط بالوزير. ومع أنه شعار براق فلا أعرف إلى أي مدى يمكن له أن يطبق في ظل ضعف مستوى الجودة والنوعية في بعض المستشفيات. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]