إذا أردت أن تغضب امرأة فاسألها عن وزنها، وإذا أردت أن تكرهك فاسألها عن عمرها! قد لا يشكل هذا الموضوع هاجسا مزعجا بالنسبة للرجل بقدر ما يعتبر كابوسا للنساء، فنظرة الرجل للمرأة تقاس بقوتها ورونقها بغض النظر عن عمرها، فقد تكون مازالت في العشرين وتحمل من أثقال الدهون والشحوم أو الهموم ما يزيد على عمرها عشرة أخرى، وقد تكون في الثلاثين أو حتى في الأربعين ويكسو وجهها رونق ابنة العشرين. يسأل الطبيب مريضته عن عمرها لتحديد جرعة الدواء المناسبة فتصر على خصم خمس سنوات، وإن كان زوجها برفقتها فحتما سيكون الخصم أكثر! (وأحمد الله أن زوجي العزيز مازال يخصم تلك السنين العشرة كلما سألني الطبيب عن العمر لتحديد جرعة الدواء). وللأسف فإن هذا العدد المريب، هو أساس غالبية الضغائن التي تنشب بين النساء في مجتمعاتنا العربية. وإذا تسنت لك الفرصة وحضرت مجلسا نسائيا فبالطبع ستسمع نص مثل هذا الحوار: «تزوجت وعمري أربعة عشر عاما .. وأكبر أولادي يبلغ من العمر الآن عشر سنوات» وفورا تحسب (الحسابة) لتعطي النتائج والردود الفورية.. فتبادرها نظيرتها: وأنا تزوجت وعمري ثلاثة عشر عاما وأكبر أولادي تجاوز العاشرة قبل شهرين!! طبعا على اعتبار أنهن أنجبن في أول عام من زواجهما، ويبقى أساس المعادلة الرياضية النسائية ثابت غير قابل للتغيير. في نظري أن المرأة التي تخفي عدد سنوات عمرها لا تملك من الثقة الكافية بنفسها ما يمدها بالقوة التي تجعلها تفصح عن سنها الحقيقي، والواقع أن السنوات تمر والصغير يكبر والكبير يشيخ وهكذا هي الدنيا، وما ذهب من أعمارنا وجدناه في أولادنا وفي ذكرياتنا وبما حققناه من إنجازات، وهذا هو المقياس الحقيقي للأعمار. همستي: أهمس في أذنك عزيزتي المرأة: الرياضة، الوزن المثالي، الغذاء السليم، النوم باكرا والابتعاد عن التدخين، عوامل ستقهر مرآتك القديمة.