الحائط التي كان يطلق عليها «فدك» قديما بلدة أثرية مشهورة بوفرة مياهها وكثرة نخيلها وهي مورد مياه قديم، وكانت تشتهر بصناعة المنسوجات وخاصة القطائف الفدكية المشهورة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما اشتهرت بجودة تمورها ورمانها. يقول فهاد بن عبدالعزيز الحائطي أن فدك كانت مسرحا للقبائل العربية المهاجرة من الجنوب إلى الشمال وكذلك القبائل المتنقلة وراء الماء. الحائط والتي يشملها مسمى فدك قديما وقد ظهر كثير من القرى والهجر تتجاوز عددها المئة والثلاثين تتوسطها مدينة الحائط فهي حاضرة المنطقة منذ القدم وفيها وحولها تتركز مظاهر الحياة حيث التربة الخصبة وتوفر المياه المتدفقة من العيون العذبة التي نضبت في الوقت الحاضر وتتوشح مدينة الحائط صخورا نارية وعرة جدا. ويضيف فهاد: الحائط مدينة الحصون والقلاع وإن شئت فقل مدينة الأسوار فكل ذلك ظاهر فيها ولا غرابة إذا عرفنا تاريخ نشأة المدينة وما تعاقب عليها من الأمم العربية الباقية والبائدة ولحصانة الحائط حيث تكثر فيها الجبال والأودية العميقة التي تتشابك فيها أشجار الطلح والسمر والسلم وأرضها المفروشة بالرمال الصفراء ذات اللون الذهبي الجميل وكثرة الكهوف واحتفاظ بعضها بالماء على مدار العام خصوصا عند توالي الأمطار في موسم الشتاء. وأشار الحائطي إلى أن الحائط بناها فدك بن حام بن نوح عليه وعلى نبينا أتم الصلاة والتسليم وبه عرفت كما ورد ذلك في معجم البلدان لياقوت الحموي، ويقال أن الذي بناها فدك بن عمليق من العمالقة (أخوان سلمى) ونحن نميل إلى هذا القول لأن العمالقة من القبائل التي استوطنت هذه المنطقة خاصة بني الأبيض منهم وسواء الذي بناها هذا أو ذاك فكلاهما ضارب في التاريخ. وأشار إلى أن من القبائل التي استوطنت الحائط ثمود والفينيقيون والبابليون من العرب القديمة وكذلك بنو سليم وبنو هلال وكلاب وأشجع وبنو الكلب الذين أكثروا من استنبات نوع من النخل عرف باسم كلب. السور والقلاع ويذكر صالح بن سعود أن العرب كانت تحيا حياة الطبيعة التي تلائم بيئتها تحيط بهم الصحراء الواسعة وتكتنفهم الرمال الناعمة الشاسعة وتظلهم السماء الصافية ويجنهم الليل الساجي وتحرقهم الشمس ويحنو عليهم القمر وتؤنسهم النجوم وتجري الرياح عاتية مزمجرة حتى إذا أقلت سحابا ثقالا وأربت السماء تصب ماؤها فوق الروابي فيبتسم لها الروض فتبكي الأودية دموع الحياة لتنساب الجداول من الجبال تبشر بنعمة الله ورحمته للدواب والبلاد والعباد تتبع البادية مواقعه ورعوا ما تنبت الأرض من آثاره عماد حياتهم الإبل ومعقل فرسانهم الخيل ويأكلون لحوم الأنعام وبلبنها يقتاتون ومن أصوافها يلبسون وعليها عبر الصحاري يحملون. وأبان أن الفدك (الحائط) ابتليت بهجمات كثيرة من القبائل لما كانت تتمتع به من كثرة الخيرات ووفرة الطعام وغزارة المياه، فلجأ أهلها إلى بناء الأسوار وتشييد الحصون والقلاع من الصخور العاتية لحمايتها من الغارات وسرقة ثمار النخيل وحماية أعراضهم وذريتهم. وأوضح أنه أقيمت القصور لتحصين البلد من غزوات القبائل المتناحرة للحصول على لقمة العيش والتي تزداد شراسة كلما أجدبت الأرض وقلت الأمطار فيضطربون ويبدأون بمهاجمة القرى وأطراف المدن ومنها قصر الشمروخ، قصر الريضان أو العليبة، قصر الحصان، وقصر قلعة القصير إضافة إلى 15 قصر آخر. الكتابات ويذكر رئيس مركز الحائط نايف السالم أنها تكثر الكتابات وتنتشر غالبا على الصخور الكبيرة الواقعة على جانبي الوادي وحول مواقع العيون وفي بعض القصور وهي تحاكي بعض الأمم قبل التاريخ ومنها الكوفية الإسلامية.