قد يكذب الإنسان على من حوله لأنه يريد أن يقدم نفسه لهم على غير حقيقته فإن كان عاديا في مستواه المادي أو الوظيفي أو الاجتماعي ادعى كذبا أنه رجل مليء أو أنه ذو منصب وظيفي مرموق أو أنه له في مجتمعه مكانة عالية، وهكذا بالنسبة لبقية الادعاءات التي يلجأ إليها شخص ما لإقناع من حوله بادعاءاته الكاذبة، وقد يلجأ إنسان آخر إلى الكذب بهدف إيذاء خصم له أذى ماديا أو معنويا كأن يكذب ذلك الإنسان ليأكل أموال غيره بالباطل أو يكذب فيتهم خصمه بما ليس فيه ليعرضه للعقوبة، أو يكسب ذلك الإنسان الكاذب إثما ثم يرمي به بريئا لينجو هو من العقاب الدنيوي ويقع فيه ذلك البريء فيكون الكاذب قد احتمل بهتانا وإثما مبينا، وقد يكذب الإنسان في لحظة ضعف وخوف من العقاب فينفي عن نفسه عملا سيئا قام به حتى لا يعاقب عليه.. وكل ذلك من صور الكذب المتداول بين بعض الناس في كل زمان ومكان. ولكن أشد الكاذبين وقاحة واستكبارا وغرورا هو أن يكون هناك كاذب متسلط يجلس مع مجموعة من الناس فيأخذ في إلقاء الأكاذيب بالجملة والمفرق سواء ما كان منها ادعاء عن قيامه بصالح الأعمال أم عن تاريخه الوضاء أم عن إنجازاته الباهرة أم عن معلومات مختلقة يؤكد أنها صحيحة ودقيقة وهي من اختراعه ومن إنتاج عقله المريض، ويكون الكاذب المتسلط على يقين أن أكاذيبه وادعاءاته لن تنطلي على أحد ولن يصدقها جميع من سمعها ومع ذلك يستمر في الكذب بكل وقاحة واستعلاء في الأرض، وإذا لفت بعض المقربين إليه نظره إلى أنه قد «زودها» مؤكدين له أن من يستمعون إليه لم يعودوا يصدقونه فإنه قد يفاجئهم بقوله: إنني على يقين أن أحدا لن يصدق ما أقوله ولكنني أتلذذ بالكذب عليهم واثقا أنه لا يوجد من بينهم من يجرؤ على الاحتجاج ضد ما يسمعه مني من أكاذيب فهم أجبن من أن يكون من بينهم رجل واحد، وأنا الآن راكب وسوف أهز رجلي كما أشاء وعندما أنزل لا يعنيني عندها ما سيحصل؟!.! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة