الأحداث العارضة التي مرت بها القطيف والعوامية تبقى مهما حاول المرجفون تأويلها وتوظيفها والتكبير من قدرها وحجمها، أحداثا معزولة لا يمكن لها أن تشكل هاجسا أمنيا مؤرقا للوطن، أو مؤثرا في استقراره فهي لا تخرج في محصلة الأمر عن أن تكون أعمالا إجرامية لعدد من الجهلة والطائشين الذين استسلموا لمن استدرجهم للعمل ضد وطنهم وأغراهم بالتعرض لرجال الأمن فيه وهم لا يمثلون سوى أنفسهم وتبرؤ أبناء الطائفة التي ينتمون إليها منهم تأكيد على أن روح الانتماء للوطن أرضا وقيادة أمر لا يقبل المساومة ولا يوضع موضع المراجعة فكانت محصلة تلك الأحداث التي أراد بها المتآمرون زعزعة أمن الوطن أن زاد الوطن أمنا واستقرارا كما كانت محصلة تلك الأعمال التي أراد من خلالها المخططون أن يمسوا وحدة الوطن فرصة لكي يعلن الجميع وعلى رأسهم أبناء القطيف والعوامية والشرقية عموما أن وحدتنا الوطنية وتماسكنا خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه فضلا عن التلاعب به أو التلويح بأي تخطيط يمسه أو يؤثر فيه. أحداث العوامية والقطيف والتي لا تتجاوز أن تكون وقائع فردية لثلة ممن اتبعوا هواهم أو انقادوا لجهلهم تبرأ منها الوطن جميعه وعلى رأس من تبرأ منها الطائفة التي يزعم أفراد تلك الثلة من المارقين الدفاع عنها والحديث باسمها. وهكذا هو الوطن لا تزيده الأحداث إلا قوة وتماسكا ولا تزيد أبناءه إلا تمسكا بوحدتهم واعتزازهم بانتمائهم إليه وولائهم لقيادته وحرصهم على وحدته.