دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى الصدق في جميع الأحوال، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس: «ما أحوجنا إلى الصدق في التوبة ورد المظالم إلى أهلها وفي التوكل على الله والاعتماد عليه والاستقامة في تطهير بيوتنا عما يخالف شرع الله ومجالسنا أن تكون مجالس خير وهدى وما أحوجنا إلى الصدق في أقوالنا بعيدا عن الكذب وفي تعاملنا مع والدينا لاسيما عند كبرهما»، وأضاف «ما أحوجنا إلى الصدق في التعامل مع زوجاتنا وأبنائنا وكذلك في حب أوطاننا والدفاع عنها ومنع كل المفسدين والمجرمين والأخذ بيد كل المفسدين والمتربصين الدوائر وفي تعاملنا مع ولاتنا أمرنا في محبتهم وطاعتهم بالمعروف والسعي في كل ما يوحد الكلمة والصف ما أحوجنا في إعلامنا يكون صادقا مما ينفع الأمة ويسعدها وما أحوجنا إلى خطباء يبصرون الأمة يحدثونها عن مشاكلها بعيدا عن الغلو والتطرف وصدق مسؤول يتولى شؤون الأمة يكون صادقا في ولايته مهتما بما يخدم الأمة ويحقق لها الخير في حاضرها ومستقبلها على قدر جهده لا أن يكون ظاهرا في وسائل الإعلام أو يجمع المال وأن يكون صادقا في ما أوكلت إليه من مهماته، وما أحوجنا إلى مستشار صادق يشير بالخير ويدعو إليه والى صدق ممن يخطط للأمة أمنيا وماليا يدرس حال الأمة وما يخفف عنها ويكشف لها الحقائق عما يريد لها أعداؤها ويجرون تخطيطا اقتصاديا يبعدها عن التضخم والمضار». وأكد آل الشيخ، أن ما أهلك الأمة الكذب والافتراء والدجل والإخبار بخلاف الواقع، مبينا أن الأمة بحاجة للصدق في حاضرها ومستقبلها وأن كل مؤتمن على أمر الأمة فإنه يجب أن يلازم الصدق في تخطيطه وأخباره ولا يدعي مالم يعمل ولابد من الصدق في التعامل مع الأمة في مشاريعها ومسؤولياتها وما يعد لها ويهيئ الصادق في تنفيذ مشاريع الأمة يحاسب المقصر ولا يرضى بالتقصير والإهانة ويرى من تحته صدقه فيتأثرون به. التعليق على الخطبة من جانبه، قال الشيخ محمد صالح المنجد: «الإسلام أمر بالصدق ونهى عن الكذب؛ لأن الصدق ضرورة من ضرورات المجتمع الإنساني، وفضيلة من فضائل السلوك البشري ذات النفع العظيم، والكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية، وسبب لهدم أبنيتها، وتقطيع روابطها وصلاتها، ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ». أما الشيخ علي الراجحي فقال: «الصدق من أعظم خصال الخير وهو من مكارم الأخلاق التي جاء الشرع بتأكيدها والأمر بها، فهو خلق رفيع يتمثله الأفاضل من الناس، ويتنكب عنه الأراذل، ولذلك كان وصفا ملازما للأنبياء عليهم السلام، وضده ما كان ملازما للمنافقين وأشباههم».