عندما كنت أمسك بالريموت كونترول وأتنقل بين الفضائيات أطل طبيب سعودي يتحدث عن موضوع السمنة وكيفية علاجها ومنع حدوثها، وكان يركز على ممارسة الرياضة بانتظام. وقبل شهرين تقريبا كتبت مقالة تحدثت فيها عن ضرورة توفير أماكن مناسبة للنساء لممارسة الرياضة. وقد وجهت لي أصابع الاتهام بالمناداة بتحرير المرأة! وهل تحرير المرأة في الرياضة؟! يا للعجب. البعض يمنعون نساءهم من ممارسة الرياضة خوفا عليهن من فساد أخلاقهن. تحدثت وقبلي الكثير تحدث ولكن لا مجيب. فلم يعد أمامنا نحن معشر النساء الا أن نمشي حول سور الحوامل، ومن التسمية نستشف ثقافة البعض الذين ربطوا رياضة المشي بالحوامل وسمح للمرأة بممارسة رياضة المشي فقط لأنها حامل! ورضينا بقليلنا ولكن استكثروه علينا، فالمشي حول سور الحوامل أصبح متعة للشباب ومرتعا للمعاكسات يأتون بالاتجاه المعاكس تراهم في حالة نكوص غريبة ففي عصر التكنولوجيا ينحدرون إلى رمي أرقام جوالاتهم المكتوبة يدويا أو النطق بها في عجالة! وإن خفوا في مضايقاتهم تتبعوا النساء الممارسات لرياضة المشي بالسيارة وصيحاتهم تتعالى بألفاظ قبيحة تشبههم. وعندما تريد شقيقتنا الرياضية المغلوبة على أمرها شربة ماء أو عصير تبل بها ريقها الجاف لا تجد خدمات فيهديها تفكيرها لأن تحدث نفسها بالأفضل وتقول سأذهب للمشي على البحر هناك تتوفر الأكشاك التي تبيع الماء والعصير ....إلخ وما تلبث أن تخطو أولى خطواتها حتى تشاهد المنظر المعهود (قطة واضح عليها العز تمشي وتجري وراءها فئران هزيلة)، كل الخوف أن يفيض الكيل وتنظر النساء عند أقدامهن وهن يمارسن رياضة المشي في الأماكن العامة ويدعكن بأقدامهن تلك الفئران الضالة الجائعة التي ليس لها مأوى وتعترض طريقهن وتعوقهن عن الاستمتاع برياضة لا يوجد مكان متاح لها سوى البحر وسور الحوامل.