قال بندر مفرع العنزي (والد قتيل حمص) أن مماطلة السلطات السورية في تسليم جثمان ابني حسين (26 عاما) دفعتنا إلى اللجوء للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة والتي بادرت بمخاطبة منظمة حقوق الإنسان الدولية في جنيف من أجل وضع حد لهذه المماطلة. ويترقب الأب المكلوم نتائج المخاطبات التي تجري منذ الشهر الماضي بين المنظمة الدولية وسلطات النظام السوري لإغلاق ملف استعادة جثمان ابنه الذي قتل في حمص قبل نحو خمسة أشهر على أيدي مجموعة من أفراد نظام الأسد عند حاجز أمني برفقة أحد أخواله (سوري الجنسية). وأوضح العنزي في حديثه ل«عكاظ» أمس أن كل المفاوضات التي جرت مع سلطات الأمن في سوريا لم تفلح في استعادة الجثمان، رغم اعتراف وزارة الداخلية السورية بأنه محفوظ في ثلاجة الموتى في المستشفى العسكري في حمص، إلا أنهم يرفضون تسليمه بدون إبداء أي مبررات مقنعة. وبين أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خاطبت المنظمة الدولية في جنيف من أجل إقناع السلطات السورية بأن تبادر إلى تسليم جثة حسين إلى ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي لترحيلها إلى المملكة، مشيرا إلى أن عدم تمكن الصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة من الوصول إلى المستشفيات وأماكن النزاع في سوريا وكذلك رفض تسهيل تنقل الفرق الطبية حال دون معرفة المزيد من التفاصيل حول مصير الجثمان وحقيقة وجوده في المستشفى العسكري في حمص طبقا لما ذكره السوريون. وأضاف العنزي، أن المفاوضات التي بدأت مؤخرا بين المنظمة الدولية وسلطات الأمن السورية لم تصل إلى نتيجة حتى أمس، مثمنا الدور الذي قامت به سفارة المملكة على مدى 3 أشهر لاستعادة جثمان ابنه حسين وتحديدا الجهود التي بذلها القائم بالأعمال السعودي ومسؤول شؤوون الرعايا في سفارة المملكة بسوريا قبل سحب كافة الدبلوماسيين السعوديين من هناك مؤخرا. وقال العنزي «قتلوا ابني بدم بارد ثم عادوا ونبشوا قبره وخطفوا الجثة والآن يرفضون تسليمها إلينا». يذكر أن حسين بندر العنزي الطالب المبتعث لدراسة الهندسة في إحدى الجامعات البريطانية قدم من لندن لزيارة أخواله في مدينة حمص خلال إجازة الحج الماضي، وقبل يوم من سفره إلى المملكة لقضاء باقي أيام الإجازة مع والديه في مدينة الخبر استوقف أفراد من قوات حفظ النظام (الشبيحة) حسين وثلاثة من أخواله أثناء مرورهم بحاجز أمني عند أطراف مدينة حمص، وبعد أن قاموا بتدقيق وثائقهم بادروا إلى إطلاق النار على (حسين) حيث اخترقت 12 رصاصة أنحاء متفرقة من جسده، كما قتل أحد أخواله وأصيب ثالث، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار. وتم نقل الجثمان إلى أحد المستشفيات وبالتفاهم مع أسرة القتيل بادر أخواله إلى دفنه في إحدى مقابر مدينة حمص قبل أن يقوم مجهولون بنبش القبر ونقل الجثة إلى مكان غير معلوم.