في موقف لافت، دعت روسيا أمس سورية للموافقة «فورا» على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعلان هدنة إنسانية يومية، كما أعلن رئيس هذه اللجنة جاكوب كيلنبرغر إثر لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم». من جهة أخرى، أضاف البيان أن روسيا «أشارت إلى ضرورة تأمين وصول اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى كل المعتقلين في سورية إثر الاحتجاجات». على الصعيد الدبلوماسي، تحركت الاتصالات مجددا داخل مجلس الأمن ولكن من دون الكلام عن قرار بل عن بيان رئاسي. فقد قدمت فرنسا مشروع بيان ليعرض على مجلس الأمن لإقراره اليوم يكتفي بطلب دعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سورية كوفي أنان. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار أرنو الإثنين «نأمل حصول تصويت الثلاثاء على مشروع البيان، مضيفا أن الهدف من البيان «محدد جدا» وهو «دعم كوفي أنان». وأضاف السفير الفرنسي أن هذا «الإعلان الرئاسي هو الأقل خلافية الذي يمكننا تقديمه». ويجتمع مجلس الأمن صباح اليوم، لمناقشة نص البيان الرئاسي، حسب ما قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي تترأس بلاده مجلس الأمن. وذكر بأن عنان طلب بإلحاح الجمعة من مجلس الأمن دعم مهمته بصوت واحد. وقال الدبلوماسي البريطاني «الهدف هو إيجاد أرضية مشتركة لتوجيه رسالة قوية إلى النظام السوري». يأتي ذلك، فيما أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أن بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين أوفدهم أنان إلى دمشق «وصلت بالفعل» الإثنين في محاولة لوقف أعمال العنف الدامية في هذا البلد. وأضاف فوزي أن «زيارة عنان المقبلة إلى سورية، ستكون رهنا إلى حد كبير بالتقدم الذي يحرز» خلال المحادثات بين خبراء الأممالمتحدة والسوريين. وفي سياق متصل أفادت مصادر عربية أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي يجري اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن لضمان حشد تأييد للمشروع الذي تتبناه فرنسا، لافتة إلى أن مساع مكثفة تبذل لحث موسكو وبكين على تأييده أو الامتناع عن التصويت عليه. على صعيد آخر ، تواصل بعثة مشتركة من منظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة أعمالها لتقييم مدى الحاجة إلى مساعدات إنسانية، علما بأن مهمتها تغطي 15 مدينة. ومن المقرر أن ترفع بعد انتهاء مهمتها تقريرا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة. ميدانيا، سجلت مواجهات في العديد من المناطق السورية أدت إلى مقتل 28 شخصا هم 13 مدنيا و11 عنصرا من قوات الأمن وأربعة منشقين. وكان البارز وقوع اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين فجر الإثنين في منطقة المزة في دمشق أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية والمنشقين، بحسب مصادر عدة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «العملية التي شنتها مجموعة منشقة يتراوح عددها بين ستة أشخاص وعشرة في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين»، مضيفا أن «أربعة منشقين قتلوا فيما جرح الباقون أو اعتقلوا». وبحسب مصادر المرصد، فإن «المنشقين استهدفوا بيت ضابط برتبة عميد بقذيفة آر بي جي، قبل أن يتحصنوا داخل مبنى ويشتبكوا مع عناصر الأمن على مدى ثلاث ساعات».