حجبت الأزمة السورية، قضية القدس عن اهتمامات الساسة والمحللين على الرغم من أنها تقع في قلب الصراع مع إسرائيل، كما أن فتاوى التحريم أدخلت المدينة المقدسة في زوايا النسيان، فلم تعد في بؤرة الحدث، بينما يندفع التهويد ليطمس معالمها ويجبر أبناءها على الرحيل. إن الفتاوى المسيحية والإسلامية بتحريم زيارة القدس أدخلت الأرض المقدسة في دائرة التهميش، فلم يعد المسلمون يكترثون بالمدينة المقدسة، وهذا ما سهل عملية التهويد، فهل من مصلحة المسلمين والمسيحيين التخلي عن القدس؟ إن زيارة القدس وهي تحت الاحتلال تتطلب المرور عبر بوابة المحتل الإسرائيلي، وقبول الأختام والتأشيرات الإسرائيلية على جوازات المسلمين، فهل هذا تسليم بشرعية الاحتلال؟ وهل هو نوع من التطبيع بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل؟ أم أن عدم الزيارة هو تسليم صريح بالتخلي عن القدس والإقرار بالحيازة غير المشروعة للمحتل؟ لو نظرنا إلى الخطط الإسرائيلية في التهويد لوجدناها تقوم على (مخطط 2020) الذي ينص على ضرورة تحقيق أهداف عدة الأول: خفض نسبة العرب والمسلمين والفلسطينيين إلى نسبة الإسرائيليين من نسبة 55 % إلى 12 % عام 2020م،الثاني : تقليص المساحة المخصصة للسكن في القدس إلى نسبة 6 % ،الثالث : إطباق دائرة الكتل الاستيطانية العريضة على القدسالشرقية بآلاف المستوطنين، الرابع: مضاعفة مساحة القدس الكبرى باتجاه غور الأردن،الخامس : مواصلة الحفر في حوض الحرم الشريف. لقد دخلنا في المرحلة الأخيرة، واليوم ظهرت دعوات عربية تطالب بإحالة القدس إلى الأممالمتحدة وهذا يعرضنا لمخاطر التصويت، فإن استطاعت إسرائيل أن تثبت الحيازة الهادئة وزيادة السكان، فإن العالم سيصوت لإعطائها لإسرائيل كما صوت في التقسيم من قبل ، عندها ستكون التبعية على من أفتى بالتحريم.