• الإنسان يمر في حياته بعدة مراحل يقوم فيها أحيانا بتصرفات بلا وعي وعندما تأخذه السنين إلى بر الأمان ويتقدم به العمر تعود به الذاكرة إلى تلك الأيام والتصرفات التي قام بها ليجد نفسه (الآمارة بالسوء) واقفاً أمام مرآة الذات نادما على ما فات ومردداً مقولة «ليتني لم أفعل كذا وكذا». • ولكن هذا الشعور بالإمكان تداركه وأحيانا كثيرة يأتي بعد فوات الأوان ولا يكون هناك متسع من الوقت لإصلاح ما أفسدناه على أنفسنا. • هذا ما يمكن أن يحدث لكل شخص فينا بغض النظر أكان صغيرا أو كبيرا، غنيا أو فقيرا. • ومن بين تلك التصرفات الرعناء التي قد تأتي «بجلاجل» على صاحبها «الشتم أو القذف أو حتى السخرية من الآخرين»، والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم بين الإعلاميين البالغين من العمر عتيا حيث يخرج الواحد منهم على شاشات البرامج الرياضية بحثا عن الشهرة فيهرف بما لا يعرف ويحدث إسقاطات هنا ويقدح هناك دون مبالاة حتى لو كلفه ذلك جزءا هاما من مبادئه وثقافته .. وقيمته كإعلامي يفترض أن يكون أمام الرأي العام قدوة لجيل ينشد الوعي وينتظر من هذا الإعلامي أن يقدم ما هو مفيد لنفسه أولا وللمتلقي ثانيا بهدف تنمية مهاراته وتطوير مداركه وزيادة معلوماته الرياضية ولاسيما أن المشاهد منحه مساحة من وقته الثمين قبل أن تأخذه مفرداته من حيث أتى. • ولا تقتصر مهمة إفساد الفكر الرياضي على الإعلاميين أو كتاب المقالات فقط وإنما هناك مسؤولية تقع على كاهل القنوات الفضائية والقائمين عليها يجب أن لا نستهين بها وهي المحافظة على القيمة الإعلامية التي تعرض على برامجها ومحاربة الثرثرة الإعلامية التي نشاهدها بين فترة وأخرى. • ينبغي على القنوات احترام المشاهد وأن لا تملأ وقت فراغه بالصراخ والمهاترات الإعلامية التي تعكر مزاجه وتزعج مسامعه بعبارات يندى لها الجبين (حشرات... تخسى... وتعقب .. تليفون عمله .. مدفوع الأجر..سائق الطقاقات) التي لا تعكس بأي حال من الأحوال إلا حقيقة قائلها بعد أن كسا الجهل عقولهم الخاوية ليصبح إعلاميا مع وقف التنفيذ. • لماذا لا نكون أكثر واقعية ونلمس مرحلة الاستهزاء والانطباع بالتهريج الذي سكن أذهان الرأي العام باتجاهنا وهو من جر بعض مسؤولي الرياضة أن يرمي بالتهم جزافاً لحملة الأقلام دون أدنى حياء منهم. • ولن أكون مبالغا أو ظالما لمهنة صاحبة الجلالة إذا قلت بأن بعض منسوبيها على الشط الآخر لا يمانعون أن يكون «حدوتة» على كل لسان مقابل الظهور الإعلامي بل لديهم روح المبادرة بالسير «واثق الخطوة يمشي ملكاً» خلفاً المهام التي لا علاقة لها بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد. • حقيقة لا أعرف هل الزملاء يدركون أنهم يقودون فكرنا الرياضي إلى حيث يغرقون.