• عندما يقوم الإنسان بعمل فلا بد أن يمنحه مؤهلات خاصة لضمان انتشاره، وتأكيد تفوقه على أقرانه من الأعمال المشابهة، ولا سيما إذا كان في بيئة تنافسية، ولا يأتي ذلك التميز إلا من خلال إبراز العمل بأسلوبين لا ثالث لهما. • الأسلوب الأول: أن يكون العمل ذا فكرة إبداعية مبتكرة لم يسبق لأحد أن توصل إليها، وبالتالي عندما يتم عرضه يكون صاحب الريادة لكل الأعمال التي تسير بنفس النهج من بعده، ومع تكراره ستنشأ علاقة لوجستية بين العمل ومجتمعه، خصوصا إذا كان من الأعمال الناجحة نتيجة تطابق الفكرة مع آلية تنفيذها، وربما يذهب إلى أبعد من ذلك ليصبح علامة فارقة بحضوره الجماهيري، وتستمر عجلته في الدوران لتحصد نجاحا وراء نجاح، كلما زادت رغبة القائمين عليه بتطوير مضمونه وتحسين جودته. • أما الأسلوب الثاني إذا أقدمت على عمل سبق أن قام به آخرون، لكنك استطعت أن تقدمه بشكل مميز، وأن تضيف له ما لم يضفه من سبقوك، فهنا تكمن القيمة الإبداعية للعمل، ومؤشر نجاحك سيصعد. • لكن عندما تقوم بعمل سبقك إليه عكاشة، وفي الوقت نفسه ليس به فكر إبداعي وتقدمه بأدوات ركيكة بل تصر على جلب من يساهم في سقوطه، في الوقت الذي تجد من حولك من يحرص على استقطاب من يعززون نجاح أعمالهم فإنك حتما ستفشل. • ما دفعني إلى كتابة ذلك ما شاهدته في برنامج مساء الرياضية بقناتنا (العزيزة على قلوبنا) الرياضية السعودية، والتي بلا شك نفخر بها كإعلاميين ونسعد كثيرا عندما نلمس أن التطور قد كساها من الدعم الكبير الذي يوليه الأمير تركي بن سلطان لنهرول إليها رافعين رؤوسنا من أمام منافسيها. • لكن ما شاهدناه في بعض حلقات البرنامج من طرح لبعض الضيوف فإنه يزيد من حرارة التعصب وإثارة الاحتقان، كأطروحات الأخ العزيز عبد العزيز الدغيثر عبر مداخلاته غير المحسوبة أحيانا، فإنها تعد إسفافا بوقت المشاهد، ولا سيما عندما أقحم نادي النصر في أمور لا تضيف للعالمي شيئا بقدر ما تزرع علامات التعجب في جبين المتلقي، حين ذكر أن «النصر يشكل خطرا على الهلال في الدوري، وأن الشباب والاتحاد لا يهمان الهلال بقدر ما يهمه النصر» ولا نعلم ما هي الفائدة من هذا الرأي، فالنصر لو فاز في جميع مبارياته المتبقية بدوري زين لن يتفوق على الهلال، ولو حصل على المركز الثاني فلن يكون بنفس مجموعة الهلال في دوري آسيا، إذا، ما يقوله الدغيثر بعيد عن العقل والمنطق، ورأيه لا يعدو كونه رأيا الهدف منه إثارة المعسكرين الاتحادي والشبابي. • فالذي ينبغي أن يدركه الدغيثر وغيره أن المشاهد بات على وعي كبير، ويفرق بين الغث والسمين وعليه أن يشعر أن الآراء التي لا تبنى على منطق تسمى تهريجا ونتمنى منه أن لا يقع في مطب آخر، كما وقع في إحدى القنوات الشقيقة. • أما القائمون على البرنامج فأدعوهم إلى أن يخرجوا بقناتنا العزيزة من الخندق الضيق، الإثارة السلبية لا تخلف وراءها إلا احتقانات مضرة برياضتنا، فبعض الضيوف للأسف يضعون البرنامج على صفيح ساخن على طريقة طيب الذكر «ضيف خيتافي» الذي حاول عبر رأي مبطن أن يقلل من أندية لها مكانتها وإنجازاتها. • ولا يعني حين نتحدث عن أمور سلبية أن نبخس البرنامج إيجابياته التي لو أردنا أن نتحدث عنها لاحتجنا مساحات أكبر، كما نقدر لبعض الضيوف الذين أتحفونا بآرائهم وأفكارهم النيرة التي نستفيد منها دائما، ونثمن جهود القائمين على البرنامج لإظهار الكثير من حلقاته بصورة جمالية تتمتع بالإثراء الثقافي والرياضي. • كان نجما لا يختلف عليه اثنان، يعشقه الصغير قبل الكبير، والاتحادي قبل الأهلاوي، تميز بلمساته الساحرة صاحب أهداف ذات نكهة برازيلية، لا يذكر تاريخ الأهلي إلا ويذكر كعلامة فارقة بين صفحاته الذهبية، إنه أسطورة النادي الأهلي السابق أحمد الصغير، الذي رحل ولم ترحل بصمته من قلوب محبيه رحم الله نجمنا المحبوب.