أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني البارحة أن دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق. وقال الزياني في تصريح أدلى به في مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض أن «دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري». وطالب المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سورية من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرمة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة. وكانت وزارة الخارجية البحرينية اعلنت في وقتا سابقا أمس أن مملكة البحرين قررت إغلاق سفارتها في دمشق وسحب جميع الدبلوماسيين والعاملين في السفارة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وأهابت الوزارة في بيان بكافة المواطنين البحرينيين المتواجدين في سورية أخذ الحيطة والحذر، ومغادرة الأراضي السورية فورا. وفي حال طلب المساعدة عليهم الاتصال بسفارة بلادهم في الأردن. يأتي ذلك بعد يوم من إغلاق السفارة السعودية في دمشق وسحب الدبلوماسيين والعاملين فيها. من جهة أخرى ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة بمدينة إدلب، في الذكرى السنوية لاندلاع الثورة، التي دخلت أمس عامها الثاني، إذ عثر على 23 جثة بالقرب من المدينة ويبدو عليها آثار تعذيب شديد، بينما لجأ ألف سوري إلى تركيا خلال ال 24 ساعة الأخيرة هربا من أعمال العنف في بلادهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «عثر على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غرب مدينة إدلب ظهرت عليها آثار التعذيب الشديد»، مشيرا إلى أن الجثث «معصوبة الأعين ومقيدة الأيدي». وأبان أنه سقط 76 قتيلا أمس وعشرات الجرحى معظهم في إدلب لافتا إلى خروج تظاهرات احتجاجية في العاصمة دمشق وعدد من المدن والبلدات السورية. يأتي ذلك، في الوقت الذي انتفضت فيه العاصمة دمشق ليل الخميس عشية الذكرى السنوية للثورة، إذ أفاد ناشطون أن متظاهرين قطعوا الطرق وسط العاصمة في جوبر وزملكا، فيما سمع دوي انفجارات في القابون وبرزة وحي الميدان في قلب دمشق. أما في دوما مركز الاحتجاجات في ريف العاصمة فقد خرج الآلاف يهتفون بسقوط النظام ومحاكمة رموزه ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام. وأعلنت تركيا أمس أنها قد تدرس تأييد إقامة «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية للتعامل مع تدفق اللاجئين عبر حدودها الذي تزايد بحدة مع هجوم قوات الحكومة السورية على المعارضة في منطقة إدلب القريبة. وقال سلجوق اونال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن ألف لاجئ عبروا الحدود في الساعات الأربع والعشرين الماضية هربا من الهجمات التي تشنها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، ومن الفارين أمس لواء هو سابع ضابط كبير بالجيش السوري ينشق ويفر إلى تركيا. وتنتظر حافلات تركية صغيرة بيضاء بجوار معبر حدودي مؤقت استعدادا لنقل اللاجئين ومعظمهم من النساء والأطفال إلى معسكرات قريبة للانضمام إلى آلاف الموجودين هناك بالفعل. ويقدر العدد الإجمالي للاجئين بحوالي 14700. وفي سياق متصل قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي أن النظام السوري يزرع ألغاما على الحدود التركية حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا.