نعم نتألم ونحترق من داخلنا مما نشاهده على قنوات الفضائيات وما نسمعه من أخبار من هنا وهناك عما يحدث في بلاد الشام ،من دمار وخراب وقتل ودماء وجثث تتناثر أشلاء، وعيون دامعة لأطفال ونساء ورجال وشيوخ تتساءل عن هذا العالم غريب الأطوار، وسفينة تبحر في بحر الأحزان تتلاطم أمواجها في بحر الظلمات، أصبحت فيها الأرواح لا حرمة لها ولا أمان، وأصبح القتل في كل مكان ،وحصار بالمدافع والدبابات والموت في الأزقة والحارات يخطف الناس بالمئات، وعيون تدمع من ألم الفراق وسؤال الحال لماذا القتل وانتهاك الأعراض؟ وماذا ذنب الأطفال يروعون؟ وقلوبهم ترجف خوفاً من هدم الدور والبنايات، وبشار وبطانته في كل مكان يقتلون الناس بدون هوادة، لأجل متاع زائل ودنيا حقيرة يتكالبون عليها كالفراش المتطاير كالهوام، فأين الأبطال الأمجاد؟ لإنقاذ الشعب من يد الغادر المتكبر المختال، لهم العزة والكرامة على طول الزمان ومحياهم ذكرى عطرة بين الأنام وندعو بالوحدة بين البلدان التي تجمعهم وحدة الدين والعرق والإسلام للقضاء على الطغيان ،وندعو بالاعتصام بحبل الله لإنقاذ الأرامل والشيوخ والأيتام فلماذا الانتظار؟، يا أمة الإسلام ويا مجد العروبة ويا إنسان أين نحن من حديث النبي الأعظم انصر أخاك ظالما أو مظلوماً فأين رد الظالم عن ظلمه؟ فالوعد قريب والدعاء بإذن الله مستجاب فما بالنا بدعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب وما بالنا بقوله عز من قائل (وعزتي وجلالي لأنصرن المظلوم ولو بعد حين) فسهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء، فغدا بإذن الله لناظره قريب. صالح دابس العتيبي (الرياض)