أخذت حالة الطالب ريان الأحمدي المفصول من جامعة طيبة مساحة من الأخذ والرد طوال الأيام الماضية، وأضيفت إلى ملفات أخرى تواجهها هذه الجامعة من تأخر إنشاء المستشفى الجامعي وآلية قبول الطلاب و حتى تكدس السكن وغياب مواقف السيارات. «عكاظ» حملت كل هذه الملفات واتجهت نحو الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة ليرد عليها، ويوضح ملابساتها ويفند ما كان غير صحيح أو دقيق منها فكان هذا الحوار: • في البداية دعنا نتحدث عن موضوع الساعة، ما هي بدقة قصة الطالب الذي يتهمكم بفصله تعسفيا، وماذا دار حول قضيته من إشكالات؟ • أساس قضية الطالب والتي من أجلها صدر قرار الفصل ليس لها علاقة إطلاقا بما حدث في اللقاء المفتوح، والذي نسعى خلاله للاستماع إلى الطلاب ومناقشة أفكارهم ومشكالهم بعيدا عن الرسمية وبأجواء ودية وأبوية، وللأسف فإن محاولة الربط بين الموضوعين في بعض الصحف لإخفاء الحقيقة أمر لا يمكن تفسيره إلا أنه محاولة إثارة على حساب المصداقية، خاصة أن قرار اللجنة الدائمة لتأديب الطلاب صدر بناء على التحقيق مع الطالب الذي يدرس منتسبا في كلية إدارة الأعمال، ويعمل موظفا في إحدى الإدارات الحكومية في قضية تطاوله على عضو هيئة تدريس أثناء الاختبار والإخلال بنظام القاعة في اختبار مادة (إدارة الموارد البشرية)، حيث قررت اللجنة المعنية بالنظر في القضايا الطلابية بمعاقبة الطالب وفقا لما أشارت إليه الفقرة الرابعة من المادة الثالثة من لائحة تأديب الطلاب، وعليه أوصت اللجنة بتطبيق الفقرة التاسعة من المادة السادسة من لائحة تأديب الطلاب وهي الفصل النهائي من الجامعة، حيث رفعت اللجنة محضرها ووجهنا بتخفيض قرار اللجنة بفصل الطالب فصلين دراسيين فقط حرصا على مصلحة الطالب ومستقبله؛ رغم استحقاقه لقرار الفصل وفق اللائحة المعتمدة وبناء على قرار اللجنة لما قام به من تطاول على عضو هيئة التدريس والإخلال بنظام القاعة، ونؤكد أن الجامعة مؤسسة تعليمية وتربوية وهي حريصة كل الحرص على مصلحة طلابها وطالباتها، كما هي حريصة على تطبيق النظام والالتزام به وهي تعنى بشكل كبير بتحلي خريجيها بالأخلاق الحميدة، إضافة إلى التزود بالعلم والمعرفة، وهو الأمر الذي ينعكس على استقرار الأجواء التعليمية ويضمن توفير بيئة تعليمية مناسبة للجميع. لامحاباة في القبول • يتهمكم البعض، بأن هناك محاباة في تسجيل الطلاب والطالبات، ويستدلون أن بعض الذين نسبهم متدنية قبلوا، بينما هناك من نسبتهم مرتفعة ولكنهم لم يقبلوا، حدثنا عن آلية القبول لديكم وما مدى صحة هذا الاتهام؟ • آلية القبول واضحة والنسب والأرقام الخاصة بآخر المقبولين في كل برنامج من البرامج والتخصصات تعلن على موقع الجامعة الرسمي على الإنترنت أولا بأول من بدأ التسجيل في البرنامج وحتى قبول آخر طالب وطالبة، وكذلك على الشاشات الموجودة في صالة القبول والتسجيل والمرافق التابعة لها، وهذا الجهد هو ناتج لعمليات اللجان العاملة في القبول والتسجيل، ونؤكد على الشفافية والوضوح في هذا الجانب، وأما الاتهامات حول هذا الموضوع فنحن في إدارة الجامعة نستقبل مثل هذه الشكاوى؛ لكن عندما نبحث عنها فإنها تكون غير صحيحة، ولذلك الجامعة انتهجت منهجا واضحا في هذا الشأن والتعليمات واضحة وجلية فيما يخص القبول والتسجيل فالنظام إلكتروني لايقبل التدخل البشري أثناء عملية القبول والأحكام المطلقة لايمكن الأخذ بها إذا لم يكن هناك دليلا واضحا أو حالة محددة. سنوصل الخدمات لكل المحافظات • مازالت قرى ومحافظات المدينة تشتكي من عدم إنشاء كليات تابعة للجامعة خاصة، أن أبنائهم وبناتهم يعانون من صعوبة الحضور للمدينة، ما قدمتم في هذا الجانب؟ • خطت الجامعة خطوات كبيرة في مجال إيصال الخدمات التعليمية للمحافظات بمنطقة المدينةالمنورة بالتوازي مع الإنشاءات في الجامعة الأم بالمدينةالمنورة، وحاليا هناك أربعة عشر كلية في جميع محافظات المنطقة، والتي تضم محافظات ينبع وبدر والحناكية والمهد، وخيبر، والعلا، كما سيتم افتتاح كليات جامعية في مركز العيص، ومركز وادي الفرع بمشيئة الله، حيث وافق مجلس الجامعة على إنشائها وسيتم الرفع بذلك إلى وزارة التعليم العالي للعرض على مجلس التعليم العالي، كما تم خلال الأسبوعين الماضيين الانتهاء من إجراءات تخصيص أرض بمساحة ثمانية ملايين وتسعمائة واثني عشر ألف وخمسمائة متر مربع سيقام عليها فرع الجامعة بمحافظة العلا بجميع إداراته وكلياته وعماداته المختلفة، وسيضم إسكان أعضاء هيئة التدريس، كما تم بحمد الله تخصيص أرض لفرع الجامعة بمحافظة ينبع تصل مساحاتها قرابة ثلاثة ملايين متر مربع، وبدأت الجامعة في رسم المخطط العام لمنشآتها، كما يتم العمل حاليا للانتهاء من الإجراءات الإدارية لتخصيص أراضٍ لجامعة طيبة في محافظات منطقة المدينةالمنورة الأخرى؛ لبناء مرافق الجامعة عليها بمساحات تصل إلى ثلاثة ملايين متر مربع على الأقل لكل محافظة، وذلك بعد صدور الموافقة السامية وستخصص ميزانيات للمشاريع بالمحافظات قريبا. • إلى أي مدى وصلتم في مشاريع الجامعة التي يقال إنه تأخر تسليمها؟ • أطلقت الجامعة مشروعاتها الكبرى، حيث طورت المخطط العام للمدينة الجامعية المستقبلية بالمدينةالمنورة ليستوعب (35200) طالب وطالبة في جميع تخصصاتها الأكاديمية بإذن الله داخل المدينة الجامعية، كما تم العمل على بناء وتطوير المشاريع لسد الاحتياجات الضرورية الآنية لمسيرة التعليم دون الإخلال بالعملية التعليمية، كما تشهد الجامعة في الوقت الحاضر تنفيذ مشاريع عملاقة تم البدء فيها العام الماضي بمبلغ وقدره (1.200.000.000)، وهناك 53 مشروعا تم اعتمادها ضمن الخطة الاستراتيجية لجامعة طيبة سيتم طرح جزء منها هذا العام واستكمال مراحل بعض منها واستلام عدد آخر خلال أشهر قليلة، إضافة إلى أن المشاريع المطروحة تبلغ تكلفتها 764 مليون ريال، فيما تبلغ تكلفة المشاريع الجاهزة للطرح 210 ملايين ريال، واستلمت الجامعة مشاريع صرف على إنشائها أكثر من 338 مليون ريال، كما سيتم خلال 6 أشهر استلام مشاريع بتكلفة تبلغ 959 مليون ريال، ويتوقع أن يتم استلام مشاريع بتكلفة 330 مليون ريال خلال 12 شهرا والانتهاء من مشاريع بمبلغ 190 مليون ريال خلال 15 شهرا، وسيتم تسليم مواقع لتنفيذ مشاريع بمبلغ يتجاوز 122 مليون ريال، وفيما يتعلق بالتأخير فالجامعة من خلال اللجنة العليا للمشاريع والتي تجتمع أسبوعيا برئاسة مدير الجامعة تتواصل مع الشركات وتحثها على أهمية الإنجاز للعمل، وتحذر الشركات التي تتأخر رغبة من الجامعة في إنجاز المشاريع في وقتها حسب العقد المبرم، وهناك شروط جزائية يتم تطبيقها في حال أي تأخير كفيلة بانضباط العمل واستمراره والانتهاء منه في وقته المحدد. المستشفى الجامعي بعد 3 سنوات • أعلنتم عن أنشاء مستشفى جامعي، ماذا تم فيه، خاصة أن طلاب وطالبات يلجأون للتدريب في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وما هي المشاريع الأخرى التي تعتزمون إنشاءها؟ • تم الانتهاء من أعمال تجهيز الموقع والبدء بتنفيذ البنية التحتية به، وسترون خلال 3 سنوات بإذن الله صرحا طبيا تعليما يخدم أهالي منطقة المدينةالمنورة وزوراها ويوفر لطلاب الجامعة بيئة تدريبية وتعليمية مناسبة، حيث وقع معالي وزير التعليم العالي قبل أشهر قليلة عقد إنشاء المستشفى الجامعي بمبلغ 500 مليون ريال، ومدة العقد ثلاث سنوات بسعة (400) سرير، وسيكون ضمن الميزانية الخاصة بالمدينة الطبية التي تشمل ست كليات صحية للبنين وست كليات صحية للبنات، وتشمل كلية الطب، وكلية طب الأسنان، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية الصيدلة، وكلية التمريض، وكلية علوم التأهيل الطبي، ومرافق مساندة ومركز أبحاث، وكذلك الإسكان الجامعي لأعضاء هيئة التدريس المرحة الأولى، والذي تم توقيع عقد إنشائه وبدأ العمل فيه وتبلغ قيمة العقد (421.000.000) ريال، وتبلغ مساحة الأرض للمدينة الطبية الجامعية (1.600.000م2) متر مربع، وتقع على الطريق الدائري الثاني (طريق الملك خالد) قريبا من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي. أزمة مواقف سيارات الطلاب • يعاني طلاب الجامعة من عدم توفر مواقف لسياراتهم مما يؤخرهم عن المحاضرات كيف واجهتم هذه المشكلة؟ • الجامعة تواصل عملياتها الإنشائية وتعمل بشكل متواصل في هذا الجانب، ولم تغفل إدارة الجامعة العملية التعليمية، وتحاول التكيف مع سير المشاريع بالجامعة، وهناك مواقف أنشأتها الجامعة في الجهة الشرقية، كما أن الجامعة قامت بسفلتة مواقف في الجهة الجنوبية والغربية، وقد تم حل المشكلة بما يتناسب مع الاحتياج الحالي إلى حين إنشاء المواقف الدائمة ضمن مشاريع الجامعة بإذن الله. من يضايق الطلاب سيحال للتحقيق • هناك شكاوى متكررة من تعالي دكاترة الجامعة، بل هناك من يزعم أن بعض الدكاترة يضايقون الطلاب في نتائج امتحاناتهم؟ • إدارة الجامعة تؤكد أهمية الفصل في الشكاوى، وهناك لجنة دائمة لحماية حقوق الطالب تقوم باستقبال شكاوى الطلاب والطالبات من أعضاء هيئة التدريس، واتخذت عددا من الإجراءات، واللجنة تواصل أعمالها حسب المهام الموكلة إليها، كما تستقبل اللجنة شكاوى الطلاب والطالبات في ما يخص الامتحانات، ويتم التنسيق مع الكليات بخصوص التحقق من هذه الشكاوى وحلها بما يتوافق مع أنظمة الجامعة، كما أن إدارة الجامعة خصصت أوقاتا معلنة على موقع الجامعة على الإنترنت وتنشر في رسالة طيبة لجميع مسؤولي الجامعة من مدير الجامعة ووكلاء الجامعة والعمداء ورؤساء الأقسام، وجميعنا نسعى لخدمة الطالب وإعطاءه كافة حقوقه ورفع الظلم عنه إذا ثبت ذلك، وليس هناك أي تهاون من إدارة الجامعة، ويلتقي مدير الجامعة يوميا بالطلاب وأولياء أمور الطالبات للاستماع إليهم في كل ما يهمهم؛ لكنني أؤكد أن شكاوى الطلاب والطالبات ضد أعضاء هيئة التدريس والحمد لله قليلة في جامعة طيبة أذا ماقورنت بالجامعات أخرى. مشاريع الإسكان ستحل أزمة التكدس • طالبات الجامعة يشتكين من السكن الخاص بهن، وأن هناك تكدسا في غرف الطالبات، إضافة إلى وجود هذا السكن في أحياء شعبية فبماذا تردون؟ • لدينا إدارة مستقلة تعنى بالسكن وتقدم خدماتها على الوجه المطلوب، والجامعة في الوقت الحالي تتوسع وتضم طالبات جدد، وتهتم إدارة الجامعة بتوفير السكن اللائق لبناتنا الطالبات، ولذلك فالسكن تم اختياره وفق مواصفات محددة، وفي أماكن تتمتع بحرية الحركة، وليست في أحياء شعبية مغلقة، ونحن في إدارة الجامعة نقوم بعمليات المتابعة على مدار العام فيما يخص السكن، أما التكدس فنحن ندرك عواقبه الوخيمة؛ ولذلك فكل طالبة تتمتع بمساحة مناسبة في السكن، ولا يمكننا في الوقت الحالي تأمين غرفة لكل طالبة، لكن المستقبل سيكون كفيل بإذن الله في تطوير عملية الإسكان في الجامعة، وسيتم قريبا إن شاء الله توقيع المرحلة الأولى لإسكان الطالبات وبمبلغ (153) ريال. أما في المحافظات فهناك سكن للطالبات في محافظة العلا ومحافظة الحناكية والجامعة على استعداد لتوفير أي طلبات للسكن في المحافظات الأخرى في حالة وجود احتياج أو رفع أي طلبات للسكن. عزوف الطلاب عن ندواتنا ليس دقيقا • نظمت الجامعة عددا من المؤتمرات والندوات إلى ماذا تهدف، لذلك وإلى ماذا تردون عزوف طلاب جامعتكم عن حضور لهذه الأنشطة؟ • لدينا الكثير من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وفي جانب كبير منها يلعب التخصص الدقيق دوره الكبير في حضور المتخصصين والخبراء في هذه التخصصات، فمثلا لدينا مؤتمر متخصص في الحوسبة وتقنية المعلومات، إذا سيكون الإقبال من قبل المتخصصين في الحوسبة من طلاب وطالبات بكلية علوم وهندسة الحاسبات، إضافة إلى المتخصصين في هذا المجال، ولذلك فإن الطالب في الكليات الأدبية يعتبر هذا النشاط غير جاذب له، اذا ليس هناك عزوف بالمعنى الدقيق للكلمة، بل هناك إقبال جيد من قبل الشريحة التي يستهدفها المؤتمر، وإلى جانب ذلك تنظم الجامعة نشاطات وفعاليات عامة للمجتمع ضمن هذه الفعاليات، وأيضا هناك فعاليات مستقلة تنظمها الجامعة موجهة لعموم المجتمع، ولذلك فالمؤتمرات والندوات والمحاضرات بشكل عام تحقق أهداف الجامعة في نشر الثقافة والعلم والمعرفة والمساهمة في التطوير المستمر. التوسع في القبول مرتبط بالجودة • ما هي خططكم في التوسع في قبول الطلاب والطالبات، خاصة على ضوء كثرة خريجي التربية العامة؟ • التوسع لدينا في إدارة الجامعة مربوط بالجودة واحتياج سوق العمل، ولا يمكننا أن نفتح برامج جديدة إذا لم يكن لها حاجة في سوق العمل، ولذلك اتجهت الجامعة للتوسع في الدبلومات والبرامج التأهيلية في الوقت الحالي، وتسير بخطط أخرى في هيكلة وتطوير الكليات التي تم ضمها للجامعة، وكذلك إعادة دراسة خطط ومناهج الكليات القديمة وتطويرها بما يتوافق مع أنظمة التعليم العالي وحاجة سوق العمل. المباني الجديدة بعد 6 أشهر • حدثنا عن جهودكم في خدمة شطر الطالبات؛ ولماذا لا تضمون كلياتهم للمدينة الجامعية؟ • شطر الطالبات بطريق السلام مبانيه جديدة ويؤدي الخدمات التعليمية والطلابية على أعلى مستوى، ولا شك بأن الجامعة، عندما تكتمل منشآتها سيتم نقل طالبات مجمع السلام إليها، ويتوفر في المجمع خدمات متقدمة في مجالات التقنية والأنشطة العلمية والطلابية وغيرها، وخلال الستة الأشهر القادمة سيتم الانتهاء من ثلاثة مباني في المدينة الجامعية تشمل فصول دراسية وكلية العلوم وآخر لكلية التربية. اكتمال المدينة الجامعية بعد 3 سنوات • متى ستستكمل منظومة الخدمات بالجامعة من حيث المباني والتجهيزات والبنية التحتية؟ • البنية التحتية والتي بدأ العمل بها منذ عام وباعتماد (330.000.000) ريال، يتوقع الانتهاء منها خلال سنة ونصف من الآن، والمباني والتجهيزات بالمدينة الجامعية معظمها سينتهي بإذن الله خلال الثلاث السنوات القادمة.