أعاود التحدث عن اختبار «الحادي بادي» للمرة الثانية على التوالي فلا أخفي عليكم أن هذه التجربة كانت غير عادية بالنسبة لي. لا أخفيكم أن تركيزي كان مشتتا بين همسات المراقبات العالية من حولي ورنات جوالتهن المزعجة، مع أنهن شددن بقوة على إغلاق جوالتنا نحن الطالبات!.. تساءلت في نفسي: أو ليست تلك مفارقة؟!. ومضت تلك التجربة القاسية، ومضى معها الوقت بوطأته الشديدة ما بين عطل في السماعات وتأخر (سي دي) الأسئلة السمعية في اختبار كفايات الإنجليزي وتأخر الطالبات في العودة إلى بيوتهن خصوصاً القادمات من المدن الأخرى!. وليست تلك إلا بعض مظاهر المعاناة، فهنالك أيضا غرامة دخول الاختبار وشراء الكتب المساعدة ودخول الدورات التدريبية، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد؛ لأنه يبقى أن يحالفك الحظ كي تأتي نتيجة الاختيارات العشوائية في الإجابة على الأسئلة التعجيزية لصالحك، بعد أن تكون استهلكت كمية كبيرة من الجهد البدني والنفسي، إضافة إلى التكلفة المادية الإضافية للوصول إلى مقر الامتحان في مدينة تبعد عن مدينتك عدة مئات من الكيلو مترات؛ لأنه ببساطة قد لا يحالفك الحظ في دخول الاختبار في مدينتك فتضطر للسفر لأقرب مدينة ليس بالنسبة لك، إنما لمدينة لم يكتمل بها عدد المؤدين لهذا الاختبار ما سيعرضك لتكلفة إضافية قد تستطيع تجاوزها أنت ولا يستطيع تجاوزها غيرك!. أما نتيجة الاختبار تصدر بعد عدة أسابيع مع أن المصحح هو (الكمبيوتر) الذي تضاهي دقته وسرعته قدرات الإنسان، مما يجعلني أتساءل: لماذا تطحن المعلمة ما بين التصحيح والجمع والمراجعة والرصد لإصدار النتيجة في يومين، ويعجز التصحيح الإلكتروني عن إصدار النتائج في نفس الوقت على الأقل؟!. همستي: لا مانع من أن تتحدى جميع قدراتك الجسمية والذهنية والنفسية والعقلية، فإن كنت من النوع العنيد الذي يقبل التحدي فأنا واثقة أن دخولك لاختبار «الحادي بادي» سيشبع طموحك بالكامل!! [email protected]