جاءت ردود أفعال الخسارة الافتتاحية للأهلي في البطولة الآسيوية لتؤكد من جديد أن الأهلي وإن كان متعافى وحاضراً ومؤهلا إلا أنه بحاجة للمزيد. لن أفلسف الأمور؛ فمما لا شك فيه أن في الأهلي اليوم أناسا تعرف مدى كفاءة الفريق وقدرته الفنية على المواصلة رغم كم الضغوط القادمة إليه. ثلاث بطولات كل واحدة تقول (الزود عندي) البطولة الأهم بطولة دوري (زين) للمحترفين التي غاب عنها الفريق منذ زمن ثم بطولة الأندية الآسيوية التي لم تدخل خزائنه ثم بطولة كأس الأبطال التي يحمل لقبها في آخر مناسبة. لا أستطيع الجزم بما يفكر به صانع القرار في الأهلي لكني أقرأ رغبة عارمة في البطولات الثلاث كطموح مشروع لكنه لن يكون ميسوراً كما يتطلع الأكثرية من محبيه فيما الحديث عن استحالة ذلك ليس في موازين الكبار؛ ببساطة الأمر يتطلب شجاعة ودراسة متأنية ووضع أولويات. أما الشجاعة فهي تتمثل في ضخ أسماء شابة أولمبية ومنحها الفرصة الكافية في التواجد في ظل حالة الإعياء والإصابات التي بدأت ملاحقة نجوم الفريق الأول والتي كان آخر ضحاياها كماتشو وعماد معتز وجفين والجلوس إلى السيد جاروليم ومناقشته في هذا الجانب. في الأهلي أسماء أولمبية تنتظر الفرصة على أحر من الجمر ولا ينبغي الركون إلى مخاوف من وحي الخيال أو إرجاء المحاولة إلى أن تحين الفرصة المناسبة التي قد لا تأتي. وأما الدراسة فإن ضخ تلك الأسماء في مباريات ممكنة يكسب اللاعبين أجواء الدوري ويعدهم للموسم الذي يليه ويقتل رهبة اللعب في المناسبات الكبرى والقوية، وأما الأولويات فتعني اختيار الأهداف ومنح الفريق مساحة للتركيز وترتيب الأوراق ولا يعني بالضرورة التفريط في إحدى البطولات الثلاث. لست مع من ينادي بتجاهلها كلها أو التراخي في أحداها على حساب الأخرى لكن مع تقدم مشوار الفريق فيها ربما يفرض الأولوية. لا يعني حديثي للأهلاويين حالة من عدم الرضا عن العمل القائم؛ ففي ذلك إجحاف بما قدم من عمل بل وأجزم أن الأهلي في موسمه الحالي وبشهادة عريضة ومتنوعة من الرياضيين حضر مقنعاً إلى حد بعيد. صورة الفريق المشرقة على كافة المستويات تؤكد سلامة خططه وتكاملها وهو بعد آخر لا يقيسه سوى القريب من بواطن الأمور. أعود لخسارة الأهلي أمام لخويا وأؤكد إنها خسارة لا ينبغي أن تتجاوز ثلاث نقاط ولاينبغي أن تلقي بظلالها على الفريق معنوياً وهو عمل أنتظر أثره من الإدارة الأهلاوية في قادم الأيام.