أوضح الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، أن توقيت تنظيم معرض الكتاب يخضع لروزنامة دولية محددة للمعرض، باعتبار أن الحدث دولي وليس محليا، وذكر الحجيلان ل «عكاظ» أنه يتم تحديد موعد المعرض الرياض الدولي للكتاب في كل عام بحسب تاريخ مجدول مسبقا، وقد يتوافق العام الماضي مع الإجازة الدراسية ولا أحد يعلم حتى الآن، ولكل سنة لها ظروفها، لذلك لا نستطيع التدخل في تعديل موعد إقامة المعرض على الإطلاق». وكانت «عكاظ» قد توجهت بسؤال لعدد من الأشخاص حول مدى حرصه على زيارة المعرض، وذكروا في مجمل إجابتهم أسباب جعلتهم يزورونه مرة واحدة أو يعزفون عن زيارته، وقال الباحث والناقد الصحافي الدكتور صالح الورثان: أكاد أجزم أن الجهود التنظيمية لوزارة الثقافة والإعلام بلغت شأنا كبيرا على محوري الإعداد الإداري والفني، وعلى محور استخدام التقنيات الحديثة في معرض الكتاب، ويكفي أن جميع قطاعات الوزارة تشارك في ذلك الحدث الثقافي الضخم، وأضاف الدكتور الورثان: لكنني أرى أن التوقيت غير مناسب لتعارضه مع أنشطة ثقافية أخرى إقليما وعربيا، كذلك لتقاربه زمنيا مع مهرجانات سعودية كبيرة كمهرجان الجنادرية، والحدثان لا يقلان أهمية عن بعضهما، وكان من الأجدى فصل الحدثين بفارق في التوقيت يعطي جميع المثقفين والكتب والروائيين ودور النشر الفرصة لالتقاط الأنفاس والإعداد المنهجي لمواكبة تلك التظاهرة الثقافية الدولية. من جهتها، قالت الصحافية والكاتبة آمنه الحربي :لا يزال معرض الكتاب يمشي الهوينى في سبيل التقدم والرقي، شأنه في ذلك شأن كافة الفعاليات الثقافية لدينا التي تتخذ طابعا بيروقراطيا لا يحفز على المتابعة والحضور، وإذا نظرنا إلى معرض الكتاب بوصفه حدثا ثقافيا سمته الأبرز أنه يساهم في تنشيط الحراك الثقافي والعثور على المعرفة المختزنة في بواطن الكتب؛ فإنه يجب على القائمين على عملية التنظيم أن يأخذوا كل تلك الاعتبارات في الحسبان؛ لكي ينطلقوا بالمعرض على كافة الصعد في المسار الذي يرضي كافة الأطراف بما فيها الجمهور والزوار. وحول توقيت تنظيم معرض الكتاب، قالت الحربي: من وجهة نظري أنه غير مناسب لتزامنه مع مهرجان الجنادرية، حيث إن المدة الزمنية الفاصلة بين الحدثين لا تكفي للإعداد الجيد، ولكن هذا لا يمنع أن أشيد بجهود الجهات المنظمة للمعرض، حيث بذلت جهودا جبارة لتحسين مستوى المعرض، وتم تلافي بعض الأخطاء التي حدثت في الأعوام السابقة. بدوره تساءل أحمد اليحيى (موظف في القطاع الحكومي) عن توقيت إطلاق المعرض، والذي يصادف حفل يتزامن مع حفل إطلاق مسابقة الملك فيصل العالمية، وكذلك لتزامنه مع إقامة المباريات لدولية لعدد من الأندية السعودية، ومع هذا فإن الكثيرون يقبلون على المعرض بشغف القراءة ومتابعة النشاطات الثقافية، أما إحسانه الحويطي طالبة علاقات عامة وإعلام في أكاديمية القنصل العالمية، فترى توقيت المعرض لا يناسب الجميع ولا يشجع على تنامي مبيعات دور النشر المشاركة، ووافقها الطالب ناصر القحطاني الذي يرى بدوره أن التوقيت كان سيئا بالنسبة له بحكم انشغاله بالدراسة والاختبارات الشهرية. ولكن لنجاة ميلاد صاحبة دار نشر من فرنسا ومنى حنيني صاحبة دار منى للنشر من السويد، رأي آخر، وأوضحت ل «عكاظ» الناشرتان، أنه قبل خمس أعوام، كان الكثير ينظرونا لنا باستغراب؛ ولكن الآن بات الأمر طبيعي، «وقالت نجاة حنيني: أنا أول امرأة تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب قبل أكثر من خمس سنوات، ولن أنسى تلك السنوات والصعوبات التي واجهتني كوني السيدة الوحيدة بين الرجال، فكان الوضع غريبا وملفتا للنظر؛ لكنني استطعت كسر الحاجز وتقبل الأمر تدريجيا»، وتضيف: «في البداية اعتقد الناس أنني زائرة، ولكن دهشتهم كانت كبيرة عندما يعلمون أنني هي صاحبة النشر، فكان هناك من يشجعني وهناك من يستهجن ويطلب تغطية وجهي»، وحول أبرز الكتب التي يقبل الزوار على شرائها قالت: «كما ترين الجناح خاص بفرنسا لذا الكثير يشتري كتب لتعلم الفرنسية، خصوصا في ظل الانفتاح الثقافي الذي تعيشه المملكة أصبح الإقبال مكثفا واعتقد سيزداد خلال السنوات المقبلة». وكما نجاة، فإن منى حنين (صاحبة دار منى للنشر من السويد):هي أيضا من أوائل السيدات المشاركات في المعرض، أي منذ أربع أعوام، وكانت ذكريات جميلة رغم ما تحمله من مواقف حرجة على حد قولها، وقالت: أنا آتيت هنا للمشاركة في حدث ثقافي عالمي، وحول نوعية الكتب التي يقبل عليها الزوار لشرائها من الجناح الخاص بهم أجابت: بصراحة فوجئت هذا العام من الإقبال الكثيف من الزوار خاصة السيدات، واللواتي حرصنا على شراء الروايات العالمية خاصة رواية (عالم صوفي) فيما حرصت الفتيات على شراء الكتب الخاصة بأدب الفتيات ذلك الأدب الذي وللأسف يعاني الندرة ولكننا ومن خلال دار حرصنا على عرضة هذا العام، وتضيف: ولأن السويد ضيف الشرف لهذا العام في المعرض، فالإقبال كثيف جدا من الزوار للتعرف على الثقافة السويدية والتعليم». وتتواصل اليوم الأنشطة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، بندوتين الأول: بعنوان: «مستقبل النشر الورقي» يقدمها الدكتور جورجز والكلي ويديرها محمد الفريح، والثانية «ثقافة الحقوق» يلقيها كل من صالح الخثلان، الدكتورة فريدة بناني، الدكتورة فوزية البكر، الدكتورة فوزية باشطح ويديرها عبد العزيز السويد.