اختتم منتدى جدة الاقتصادي (2012) جلساته بعد أن شارك أكثر من 3000 شخص من المختصين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي في المملكة حسب تصريحات القائمين على المنتدى. وركز على (6) محاور مهمة بدأت بمناقشة المواضيع ذات الطابع العالمي ثم الإقليمي ثم الشأن المحلي، وأمام النجاح الكبير الذي حظي به المنتدى إعلامياً حسب رأي بعض المشاركين إلا أن البعض لم يخف تحفظه حيث خرج بانطباع غير إيجابي مستنداً الى أن معطيات المنتدى والنتيجة الحتمية التي وصل اليها لم تحقق الحد الأدني من التوقعات خاصة وأن المنتدى يتم في ظل متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة غيرت من صورة الواقع والمشهد الاقتصادي في المنطقة العالمية والعربية على حد سواء. كما رأى البعض أن المنتدى لم يستطع توفير مواد إعلامية قوية تمكن صناع الإعلام الداخلي والخارجي من توظيفها في إيصال رسالة محددة للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي عن المنتدى في صورته الحالية، ويشكو البعض من الإعلاميين من عدم التمكن من الحصول على إجابات حول العديد من التساؤلات. ونظراً لغياب الإجابة على تلك الأسئلة المرتبطة بموضوع الاقتصاد دار النقاش في المؤتمر الصحفي المصاحب للمنتدى حول مواضيع لم يستفد منها الكثير من المتابعين. وطرح البعض الآخر تساؤلاً عن ميزانية المنتدى والذي بلغ أكثر من 15 مليون ريال وهل تعادل الفائدة الاقتصادية من المنتدى هذه التكلفة المالية الكبيرة وكيف يمكن حساب ذلك الربح والخسارة فعلياً. وفي زخم هذه التساؤلات الكثيرة غابت عن منظمي المنتدى حسب رأي الكثير الرؤية الاستراتيجية قريبة المدى للواقع الاقتصادي المعاصر والرؤية البعيدة المدى للواقع الاقتصادي المستقبلي بعد المستجدات في المنطقة العربية والعالمية. كما غاب عن منظمي المنتدى أهمية ربط المنتدى ببرامج وخطط التنمية في المملكة والهامة في ظل التطورات الاقتصادية والنمو الاقتصادي السعودي الحالي والفوائض المالية الأخيرة وسبل توظيفها في برامج التنمية. كما غاب عن المنتدى مسألة مدى إمكانية الاستفادة من قوة الاقتصاد السعودي وتأثيره على الأحداث الاقتصادية العالمية خاصة انضمام المملكة إلى مجموعة العشرين فى إحداث نقلة نوعية للاقتصاد تحقق الميزة التنافسية الدولية. كما افتقر المنتدى إلى الصبغة العلمية حيث لم يطرح في المنتدى أوراق علمية تؤكد تجربة اقتصادية أو تحقق منفعة اقتصادية ونوقشت معظم المحاور في إطار دردشة بين المشاركين في مسائل كانت شائكة وتتطلب الجهد الكبير للوصول إلى حقائق واقعية تعالج مسائل علمية ووطنية كبيرة كان من الممكن أن يستفيد منها جميع قطاعات الأعمال الربحية وغير الربحية. وكان من الأجدر أن يتميز منتدى جدة الاقتصادي بأن يتبنى فكرة تطوير الاقتصاد السعودي لكي يصبح قادراً على معالجة البطالة والتضخم في الاقتصاد وهاتان المسألتان تحتاجان كل واحدة منهما إلى منتديات لأنها قضايا مركزية في أي اقتصاد محلي وعالمي، كما أن المنتدى كان من الممكن أن يخرج بنتائج محورية في قضية معالجة قضية تتصل بالبطالة وسبل علاجها في ظل وجود مؤشرات مرتفعة من البطالة في البلدان النامية وتأخذ تجارب بعض الدول الناجحة في التخفيف من مشكلة البطالة وتوطين الوظائف وتبحث في آلية لتطبيقها أو تطويرها. هذه الملاحظات لا تقلل من جهد العاملين في المنتدى ولكن الطموح دائماً أكبر والجميع يأمل أن يتمكن منتدى 2013 من تجاوز الثغرات ويسير إلى الأمام في سبيل تحقيق النهضة للاقتصاد السعودي وتحقيق التنافسية المحلية والعالمية. [email protected]