تزاحم أبناء الجالية السورية المقيمون في جدة الأسبوع الماضي إلى مراكز الصرافة وتحويل العملات والحوالات المالية، لتحويل المزيد من الأموال إلى بلادهم المنكوبة، وذلك بعد يوم واحد من هبوط العملة السورية إلى أدنى مستوى لها منذ اندلاع الثورة في 15 مارس العام الماضي. وبلغ سعر الدولار الواحد 100 ليرة سورية، وكذلك وصل صرف الريال الواحد إلى 22 ليرة؛ أي ضعف ما كان عليه قبل بداية الاحتجاجات، وهذا ما دفع الكثير من السوريين إلى تحويل الأموال إلى بلادهم لإعانة ذويهم، إذ يعتبر هذا السعر من الصرف فرصة لا تعوض رغم غلاء الأسعار في البلاد. وقال المهندس أحمد عبداللطيف الهادي من مدينة حمص، إن موقف المملكة حيال الأزمة السورية نبيل وإنساني، ولن ننسى هذا الموقف وسنرد لهم الجميل؛ سواء كنا هنا باحترام أنظمة هذا البلد الطيب، أو في سورية، مضيفا أننا نشعر بأن المملكة العربية السعودية بلدنا الثاني، خصوصا في ظل المواقف المشرفة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الجهات السعودية الحكومية تقدم المزيد من التسهيلات بخصوص موافقات زيارات أقاربنا الفارين من جحيم قوات نظام الأسد. وحول التحويلات المالية إلى سورية، أضاف أننا نستغل مثل هذه الظروف لهبوط الليرة السورية لإرسال المزيد من الأموال إلى أهلنا في سورية، صحيح أن الأسعار في تزايد مستمر إلا أن من يعيش في الداخل السوري هم بأمس الحاجة إلى الليرة الواحدة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر. وقال ياسر الكردي من مدينة حماة إننا نشعر بامتنان كبير لموقف المملكة المتعاطف مع الشعب السوري، وسيظل هذا الموقف في ذهن كل سوري، سواء من الذين يقيمون في المملكة أو في بلدنا، منوها بالتسهيلات التي يجدها السوريون في الدوائر الرسمية، خصوصا في مجال إصدار التأشيرات والزيارات لأهالينا في سورية. وعبر الكردي عن شكره للمملكة، وقال إن السوريين لن ينسوا مثل هذه المواقف الشجاعة والنبيلة حيال الأوضاع في بلادنا. متنميا أن تنعم المملكة بمزيد من الأمن والاستقرار. وحول التحويلات المالية إلى بلاده، أوضح أنه منذ أن اجتاح الجيش مدينة حماة وبدأ في قصف المدن والأحياء، بات من الصعب التواصل مع أهالينا في حماة، هذا فضلا عن صعوبة التحويل المالي إليهم، علما أنهم يعيشون ظروفا بالغة السوء، خصوصا في أجواء الشتاء القاسي على السوريين جميعا.