غريب هذا التكرار والتعدد فى المقالات والكتابات عن مقاهي الشباب وتدخين الشيشة والمعسل، وإجراءات منع وملاحقة الشباب دون سن ال 18 من ارتيادها والجلوس بها، فضلا على التقارير الطبية المتنوعة بأضرارها الصحية، وآخر تلك الكتابات ما نشر فى هذه الصحيفة يوم الأربعاء 9 / 3 / 1433 ه بعنوان «المقاهي تجتذبهم والشيشة على قائمة الطلبات». فطالما والأمر كذلك ،فلماذا لا يمنع بتاتا استيراد ودخول كافة مواد التدخين لبلادنا، أسوة بالمسكرات والمخدرات بأنواعها، وبذلك نقفل هذا الملف ونريح ونستريح، خاصة وأن الشيشة والمعسل وخلافه من أنواع التدخين كما ذكره الشباب فى المقالة (ماهو إلا عادة)، وهنا يمكن بسهولة التخلص منها جسديا ونفسيا نظرا لعدم دخولها طور الإدمان كما فى المسكرات والمخدرات. إذا استطاع العلم الاستفادة من مياه الصرف، ومن مخلفات الحيوانات ونفايات الإنسان، ألا يستطيع علماء الاجتماع والنفس تسخير هذه الظاهرة إلى فائدة اجتماعية؟ فلنركز فى حديث الشباب فى المقالة ونعيد الصياغة من منظور هذه العلوم. فشاب يقول: «لا أجد مكانا أفضل من المقهى حتى عند ذهابي للسوق أجد نفسي غير مرتاح»، وآخرون يقولون: «إن المقاهي وسيلة إلى تغيير الجو للخروج من الروتين المعتاد في ظل عدم توفير أماكن سياحية، ألا تستوقفنا هذه العبارات! وتكون منطلقا للتدخل بإجراءات التطوير لهذه المقاهي، وتحسين أدائها بكل مافيها من سلبيات التدخين، لتحقيق أهداف عدة تشمل التربية والتوجيه وتطوير السلوك فى التعامل بين الناس سواء للكبار أو الصغار . لقد فتحت المدارس والجامعات وجرى حث الشباب والأسر والعائلات للتوجه لها، ناهيك عن المحاضرات الدينية فى المساجد التى لا يحضرها إلا فئة معينة من العامة، ولكن فى إطار المقاهي والمنتزهات التي تباشر تقديم وسائل التدخين نجد التجمع حاصلا من غير جهد منا! فلماذا لا يستفاد من هذا التجمع وتطوير مكانه ليكون موقعا ملائما للترفيه الحق بكل أشكاله؟ بعد توفير المناطق الخضراء به والمسابح وتقنية التواصل، بجانب تخصيص مكان ووسائل إلقاء المواد التى نريد إيصالها من منصة وموزعات صوت، بعرض وبأشكال جميلة وجذابة، وبتسخير فعال لأساليب الترفيه. عادل محمد زواوي (جدة)