اتخذت الجلسة الثالثة والأخيرة لفعاليات اليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي 2012م أمس، في جدة من موضوع اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي.. تحليل اقتصاديات تكامل أكبر لدول مجلس التعاون الخليجي عنوانا بارزا لها؛ لأن مجلس التعاون الخليجي أصبح محط تركيز عالميا كبير للمرة الأولى منذ إنشائه قبل ثلاثة عقود في وقت تشهد فيه دول العالم تقلبات اقتصادية وعلى الأخص لمبادراته السياسية. ركزت الجلسة، التي حظيت بمشاركة رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي الدكتور ناصر السعيدي، والدكتور عبدالعزيز الصقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، ورئيس مجلس إدارة شركة الزامل القابضة الدكتور عبدالرحمن الزامل، على التأثير الاقتصادي الذي يمكن أن يعكسه التكامل الإقليمي الأكبر على مستقبل المنطقة من أجل تحقيق ازدهارها ورقيها الاقتصادي. وأكدت على أن مجلس التعاون الخليجي (التكتل الأكثر أهمية في الشرق الأوسط) استقطب أنظار العالم في عام 2011م خلال الاضطرابات التي شهدتها المنطقة المحيطة به، مشيرة إلى الدور السياسي المتنامي لمجلس التعاون الخليجي والمتمثل في التدخل والتوسط للإسهام في حل هذه الاضطرابات ومعالجتها. من جهته، قال الدكتور ناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي إن منطقة الخليج تحتوي على 45 مليون نسمة ولديها ناتج محلي كبير الذي يوازي 4% من الدخل العالمي، ودعا المملكة إلى أخذ زمام المبادرة لإنشاء بنك إعادة البناء والتنمية، الذي سيكون له دور كبير في قطاعات التعليم والصحة. وشدد على أن التكامل يجب أن يبدأ في البنية التحتية المالية لدول الخليج في توحيد القوانين والقضاء على البيروقراطية، ولدينا الفرص في توسيع حجم هذا التحالف ليضم دولا عربية أخرى في المنطقة، ولا يخفى على أحد بأن دول الخليج باتت هي المحرك الأساسي لأن لديها المال والرؤية لتحريك الوطن العربي. وأضاف لدينا تحديات أخرى في البطالة ونحن نحتاج إلى توفير مليوني فرصة عمل في المنطقة العربية وشمال أفريقيا وقد يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات القادمة، ولن يستطيع القطاع الخاص والقطاع الحكومي أن توفر هذا العدد من الوظائف دون وجود نظام تكاملي اقتصادي، وعلينا أن ندرك بأن الجغرافيا الاقتصادية قد تغيرت باتجاه آسيا والصين والهند التي تتطلب تجهيز بنيتنا التحتية. كما أكد الدكتور عبدالرحمن الزامل أن مشكلة البطالة تنبع من مشكلة الإفراط في حجم الاستقدام المبالغ به في منطقة الخليج، بسبب أن القطاع الخاص يبحث عن العمالة الأرخص بغض النظر عن كفاءتها، مشيرا إلى أن المملكة تستقدم سنويا مليونا و200 ألف سنويا، وغالبيتهم من غير ذوي الكفاءة، لافتا بأن الاستقدام له تكلفة باهظة على كافة دول الخليج، وهنا يكون على رجال الأعمال دور مهم في القيام بالتوظيف؛ لأن المنافسة باتت شديدة وقوية. وأضاف الزامل من واقع تجربته الاستثمارية التي أتاحت له الاطلاع عن كثب على الوضع التجاري في منطقة الخليج الذي يمتاز بتشجيع الاستثمار وسهولة نقل البضائع والتحرك.