تتجه أنظار الروس إلى كرسي الرئاسة الجديد، بعد الإدلاء أمس بأصواتهم في إطار الانتخابات الرئاسية التي يسعى من خلالها رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين للعودة إلى الكرملين في أجواء معارضة لنظامه غير مسبوقة منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو عشر سنوات. ودعي حوالى 109 ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في سائر أرجاء روسيا التي تعد أكبر بلد في العالم يمتد على تسع مناطق زمنية. وتجري الانتخابات وسط منافسة ضعيفة بين بوتين والمرشحين الأربعة: الشيوعي غينادي زيوغانوف (15 إلى 20 % من نوايا التصويت بحسب استطلاعات الرأي) والشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي والملياردير ميخائيل بروخوروف الذي دخل حديثا إلى المعترك السياسي والوسطي سيرغي ميرنوف. لكن من المتوقع أن يفوز بوتين من الدورة الأولى على غرار ما حصل لدى انتخابه رئيسا في 2000 و2004. وقد تراجعت شعبية الرجل السابق في أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) لكنه ما زال يحظى بنحو 60 % بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. وكان بوتين ترك الرئاسة لديمتري مدفيديف في 2008 بسبب عدم تمكنه من تولي ولاية ثالثة على التوالي. لكنه بقي الرجل القوي في البلاد على رأس الحكومة. وقد تراجع مدفيديف عن الترشح إلى الانتخابات الرئاسية تاركا المجال لعودة راعيه إلى الكرملين لولاية أو ولايتين من ست سنوات بدلا من أربع، مما قد يبقيه نظريا في الحكم حتى العام 2024.