يظل حي غليل، من أقدم الأحياء الشعبية والذي يسكنه نحو 60 ألف نسمة، حيا يعيش وسط العشوائية الدائمة من خلال نقص خدماته وانتشار المخالفين والمتخلفين وأرباب السوابق وتعدد الجرائم في أزقته المتداخلة، إضافة إلى انتشار الحفريات والمستنقعات والمباسط العشوائية، التي تعرض فيها العمالة المخالفة السلع لبيعها للأهالي وبأسعار زهيدة بعيدا عن أعين الرقيب الغائب، على حد قول السكان. «عكاظ» تجولت داخل الحي ورصدت أنواع المخالفات والخدمات التي ينشدها، وقال عبدالله صديقي «كلنا يحدونا الأمل بأن نعيش ونحن ننعم برقي الخدمات أسوة بأحياء شمال جدة وشرقها، من خلال تحسين الطرق التي تكثر فيها الحفريات ومستنقعات المياه الراكدة التي تتجمع حولها الحشرات الطائرة المسببة لحمى الضنك». وأشار صديقي إلى أن الحي يعاني من كثرة انتشار أرباب السوابق ومجهولي الهوية من مختلف الجنسيات، والذين يشكلون هاجسا مخيفا للسكان، على حد قوله، مبينا «بمجرد دخول المساء يلاحظ إسراع الأهالي في قضاء حوائجهم مبكرا قبل دنو ساعات الفجر الأولى، خوفا من مروجي المخدرات وأرباب السوابق والمجهولين». ويستطرد صديقي حديثه قائلا «الحي يشكو العديد من المشاكل والتي لم تقتصر على الحاجة الأمنية وملاحقة المجهولين، بل تظل للنفايات ومشاكلها الصحية هاجس مؤلم للسكان، ونحتاج من فرق أمانة جدة زيادة أوقات عمل الفرق المسؤولة عن النظافة داخل الحي وتكثيفها، كون النفايات تكتظ بشكل مستمر، فضلا عن الجرائم المتنوعة الناتجة من المجهولين والمخالفين لنظام الإقامة والعمل». من جانبه أوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد، أن لدى شرطة جدة حملات أمنية مكثفة تشمل حي غليل والأحياء الأخرى، وسبق أن سجلت أجهزة الأمن المختلفة نجاحات من خلال القبض على مروجي المخدرات وأرباب السوابق الذين يشكلون خطرا على الحي وساكنيه، مضيفا أن الحملات الأمنية مستمرة من خلال فرق الدوريات الأمنية وفرق البحث الجنائي «الدوريات السرية»، مشيرا إلى أهمية تعاون السكان من المواطنين والمقيمين مع غرفة عمليات الدوريات الأمنية للإبلاغ عن كل الملاحظات الأمنية، مؤكدا أن كل بلاغات السكان ستكون في موضع السرية التامة. «عكاظ» تجولت وتعمقت داخل الحي، وتبين أن الهدوء المرصود نهارا يعقبه ضوضاء في الليل، حينما كانت ترقبنا أعين البعض بمجرد تعمقنا داخل الحي، وتبين أن المنخرطين في بيع وترويج المخدرات بين أزقة الحي ينفذون رقابة صارمة على منافذه لمنع دخول أي غريب ورصد أي تحركات مريبة بل إن لكل منطقة رقيبا أو شخصا يقف على ناصية أحد الشوارع يرصد الأشخاص الغرباء. أما الزبائن فهم يتوافدون بسياراتهم ويشترون الحشيش أو حبوب الكبتاجون أو العرق وهم في داخل سياراتهم. ويلفت وليد المنتشري أن الخدمات التي تقدم لحي غليل سيئة مقارنة بالأحياء الأخرى في شمال جدة، فالصرف الصحي غير متوفر وعدادات المياه تمت إزالتها والشوارع متهالكة والماء غير متوفر، مضيفا أن الحي يعج بالفقراء المعدمين، إضافة إلى أنه يتحول إلى مستنقع للمياه عند نزول الأمطار، مشددا على ضرورة الإسراع في إعادة تخطيط الحي وتعاون الأهالي مع الأجهزة الأمنية في ظل توافد أعداد كبيرة من المخالفين لأنظمة الإقامة. ويؤكد مواطن يعيش داخل حارة «جامايكا»، أن الحي يشهد حركة مستمرة طوال الليل مما يزعج الأهالي، فيما طالب المواطن عبدالعزيز المقبل بإيجاد رقابة صارمة لمنع السهر في الشوارع خاصة في حارة برحة الأمير بندر، التي تكون أقل وطأة من غيرها بيد أن شوارعها سيئة والنظافة بها منعدمة، مطالبا بضرورة تحسين الخدمات وإنارة وتشجير الشوارع. وقال باسم العمري إن غليل يعد من أكبر الأحياء عشوائية في جدة، وساهم بأزقته المتلاطمة وشوارعه الضيقة في عرقلة فرق الدفاع المدني عن أداء عملها عند وقوع حوادث ومقتل طفلة الشهر الماضي في منزل ذويها خلال حادثة حريق دليل قاطع على العشوائية وعدم التنظيم. وأكد في وقت سابق أمين محافظة جدة أن حي غليل يقع ضمن الأحياء التي ستتم إزالتها لصالح مشاريع التطوير وإعادة هيكلته بما يتوافق مع النهضة العمرانية الحديثة التي تشهدها مختلف المدن والمناطق في المملكة.