تترقب الأوساط الرياضية ما سيبحثه ويوصي به فريق العمل المكلف من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب لدراسة جدوى الاستفادة من اللاعبين غير السعوديين المقيمين بالمملكة وتشكيل فريق عمل لذلك برئاسة الأمير نواف بن محمد عضو مجلس الإدارة وعضوية ممثلين عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووكالة الشؤون الرياضية، اللجنة الأولمبية العربية السعودية، الخبراء من الاتحادات الرياضية والأندية على أن يرفع تصورا لتشكيل فريق العمل خلال اليومين المقبلة وعلى ألا تتجاوز مدة عمل الفريق شهرين ليتم عرض النتائج على اجتماع مجلس الإدارة المقبل ثم الجمعية العمومية. خيارات عديدة مطروحة ويرى مراقبون ومختصون أن فريق العمل يتوقع أن يدرس عدة خيارات أهمها آلية الاستفادة من اللاعب الأجنبي المولود في السعودية، وبالتالي هل بمنح اللاعب جواز سفر سعودي مؤقت خلال التحاقه بأي ناد تتعدى الاستفادة منه إلى اللعب في المنتخبات السعودية وفق النظام الدولي، وهذا الأمر يحتاج إلى إشراك جهات أخرى مثل وزارة الداخلية. كما أن من الخيارات المتوقعة الاستفادة من اللاعب المولود في السعودية كلاعب هاو، وبالتالي لا يحتاج إلى نقل كفالته إلى النادي، لكنه سيواجه بعض العقبات في مشاركة فريقه في حصوله على تأشيرات دخول بعض الدول والتي تضع شروطا على بعض الجنسيات لدخولها، وهنا سيطرح السؤال إذا ظل اللاعب هاويا وعمل بمقابل مادي في أي ناد هل يعتبر وضعه نظاميا لا سيما أن نظام الإقامة يمنع المقيم من العمل لدى غير كفيله سواء بأجر أو بغير أجر ، وهنا يرد مختصون بأن وجوده كلاعب يمارس الكرة لا يعتبر عملا وإنما يصنف هواية.وأما المسار الثالث لحالة اللاعب فهو اعتباره لاعبا أجنبيا محليا وبالتالي يتطلب الأمر نقل كفالته للنادي وتغيير مهنته في الإقامة التي يحملها، وهذا الأمر يتطلب إشراك الجوازات ووزارة العمل لمعالجة بعض العقبات التي يقف النظام عائقا أمامها أهمها السن القانوني لنقل الخدمات (نقل الكفالة)، وتغيير المهنة للاعب عند انتقاله للنادي أو عند اعتزاله أو ابتعاده عن النادي وهذا يطرح سؤالا عن المهنة التي سيكون عليها اللاعب بعد انتهاء عقده مع النادي أو انتهاء عمره الافتراضي رياضيا، وهل سيعود على كفالة والده؟ وهو ما يمنع نظاما؟ أم ينتقل إلى كفالة مؤسسة أو شركة وبالتالي يحتاج إلى تغيير مهنة، وهي المعاناة التي يواجهها المقيم مع مكتب العمل. ثلاثي الغربية الأكثر استفادة ويؤكد مراقبون ومختصون أن الاستفادة من اللاعبين الأجانب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المقيمين سواء كانوا مولودين أو غير مولودين في المملكة شريطة أن يكون وضعهم نظاميا ويحملون رخصة إقامة نظامية وهنا سيطرح أيضا سؤال: ماذا لو وجدنا لاعبا مقيما موهوبا في سن صغيرة مثلا، لكنه جاء للمملكة بتأشيرة زيارة أو عمرة ؟ وكيف يمكن الاستفادة من موهبته إذا وجد عرضا من أحد الأندية؟ ويقول المراقبون إن المواهب الكروية تتركز بشكل كبير في لاعبين من جنسيات تقطن مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة وهو ما يعني أن هؤلاء لهم ميول كروية مرتبطة بجغرافية منشأهم وهي أندية الاتحاد أو الأهلي في جدة أو الوحدة في العاصمة المقدسة وهو ما سيسهل انتقالهم لتلك الأندية في حين ستعتمد أندية الوسطى كالهلال والنصر والشباب وأندية الشرقية كالاتفاق والقادسية وبقية الأندية على الكشافة وأعضاء ومحبي تلك الأندية للبحث عن لاعبين وجلبهم لأنديتهم، سواء كانوا للعبة كرة القدم أو لبقية الألعاب المختلفة. قاروب: المملكة أولى بهم الدكتور ماجد قاروب عضو اللجنة التنفيذية في اللجنة الأولمبية السعودية والمستشار القانوني للجنة قال ل «عكاظ» هذا الموضوع في مرحلة مبكرة من الدراسة لمقترحات مقدمة بخصوص تطوير قدرات الأندية ومن ثم المنتخبات بلاعبين سعوديي المنشأ للحاجة إلى تعديل أوضاعهم النظامية لبحث الاستفادة منهم في المجال الرياضي خاصة في ألعاب القوى والألعاب المختلفة، لا سيما أن منهم من حقق نجاحات كبيرة في دول الخليج بعد أن نشأوا وترعرعوا في الوطن السعودي، وهذه اللجنة برئاسة شخصية قيادية تجمع بين العلم الإداري والخبرة الرياضية ممثلة بالدكتور صالح بن ناصر لا شك أنها ستدرس الموضوع من كل جوانبه القانونية والإدارية والرياضية بما يتوافق مع أنظمة الدولة. الدويش: علينا الاستفاده من المواهب وقال ل «عكاظ» الإعلامي الرياضي المعروف والمستشار القانوني محمد الدويش «الخطوة الحالية هي دراسة المرئيات والمقترحات، وأعتقد أن اللاعب غير السعودي المولود في المملكة يجب الاستفادة أولا من موهبته وثانيا هذه الخطوة تدعم وتشجع اللاعب على تقديم ما لديه وعدم حرمانه من هذه الموهبة وإيجاد فرصة له»، وقال إنه أول من طالب بالالتفات والاستفادة من اللاعبين الموهوبين من غير السعوديين المقيمين في المملكة مستشهدا بفريق النصر عندما سجل لاعبا يدعى عبده فرج، وهو من مواليد المملكة ولم يكن يحمل الجنسية، ولعب كهاو للنصر في مركز الظهير الأيمن، وأضاف إذا تقرر الاستفادة من اللاعب وتسجيله كهاو فإنه لا تنطبق عليه أنظمة العمل والعمال في المملكة وبالتالي لا يحتاج الى نقل كفالة وتغيير مهنة وخلاف ذلك. أبوراشد: أسئلة قانونية وإجرائية اما المستشار القانوني المعروف وعضو الشرف في النادي الأهلي خالد أبو راشد فأوضح ل «عكاظ» بأن الاستعانة باللاعبين المقيمين في المملكة من مواليدها خطوة مهمة، لكنها تحتاج إلى دراسة متأنية وإشراك الجهات ذات العلاقة مثل وزارتي الداخلية والعمل، والإجابة على كثير من الاستفسارات حول ما سيكون عليه وضع اللاعب المقيم في النادي وهل سيمنح جوازا سعوديا مؤقتا ثم يسحب منه عقب الاعتزال أم يستفاد منه كلاعب هاو، وبالتالي سيعاني اللاعب عند مشاركاته الخارجية أم يصبح محترفا ويحتاج بالتالي إلى آلية واضحة لذلك، وهل سيحسب حينها من ضمن اللاعبين الأجانب المسموح بهم في لعبة كرة القدم على سبيل المثال، وكثير من الأسئلة القانونية والإجرائية تحتاج ‘لى تفصيل دقيق، وختم بقوله «أما ما يتداوله البعض حول تجنيس هؤلاء اللاعبين فإن الأمر هنا سيادي يخضع لأنظمة الدولة مع الإشارة إلى أنه يشترط في منح الجنسية حال الموافقة عليها التنازل عن الجنسية الأصلية للشخص».