شنت قوات الجيش السوري أمس هجوما بريا على حمص في محاولة لاقتحام حي بابا عمرو، فيما بدأ كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسورية أمس محادثات في نيويورك مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون والدول الأعضاء بالمنظمة في حين أعدت الولاياتالمتحدة مشروع قرار دولي جديد يطالب بالسماح لعمال الإغاثة بالدخول إلى البلدات المحاصرة في سورية. وأفاد ناشطون أن الجيش السوري حاول إدخال معداته إلى حي بابا عمرو من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم، ما أدى إلى وقوع مواجهات شرسة بالبنادق والأسلحة الآلية الثقيلة مع مئات من مقاتلي الجيش السوري الحر المتحصنين في المنطقة الواقعة بين حيي بابا عمرو والإنشاءات، ومن بين المصابين عضو المجلس الوطني السوري المعارض ملهم الجندي الذي تسلل إلى حمص لتوثيق قصف الجيش للمدينة. كما قصفت قوات النظام بلدة الرستن. وهاجمت بلدة حلفايا حيث داهمت وأحرقت منازل. ونفذت حملة مداهمات واعتقالات في مناطق في ضواحي وريف دمشق وحرستا ودوما. وتظاهر آلاف الطلاب في جامعة حلب تضامنا مع المدن السورية المحاصرة وللمطالبة بإسقاط النظام، وتصدت القوى الأمنية لهم. ومع تصاعد الاستياء العالمي من قمع النظام للمحتجين ذكرت فرنسا أن مجلس الأمن يعكف على إعداد مشروع قرار جديد بشأن سورية وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض «الفيتو» ضده كما حدث مع مشروعين سابقتين. وأفاد مبعوثون غربيون أن مسودة القرار التي صاغتها واشنطن تركز على المشكلات الإنسانية لكنها تلمح إلى إلقاء اللوم على نظام بشار الأسد. وقالت فاليري أموس مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة أنها تشعر بخيبة أمل شديدة لرفض النظام السوري السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للإغاثة الطارئة في بلدات محاصرة. وفي هذه الأثناء قال كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسورية في بيان صدر في جنيف حيث يوجد مقره انه سيجري سلسلة مشاورات في نيويورك حتى غد «الجمعة» ثم يتوجه إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. ويعتزم بعد ذلك زيارة دول أخرى في المنطقة. ودعا العربي إلى ضرورة الوقف الفوري لكافة أعمال القتل والعنف في سورية خاصة مدينة حمص مطالباً الحكومة السورية بسحب المظاهر والآليات العسكرية حتى يكون هناك وقف لإطلاق نار إنساني يتيح حقن الدماء وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة والمتضررة. وناشد العربي الحكومة السورية سرعة الاستجابة لهذه الدعوة لإفساح المجال أمام تحرك عنان المكلف ببذل المساعى الحميدة من أجل إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية.