عند دخولك حي الربوة (شمالي محافظة جدة) تتبادر إلى ذهنك التصريحات الوردية التي يطلقها المسؤولون عن الخدمات المقدمة للمواطنين والمتابعة المستمرة لها والجهود المبذولة لتطوير الأحياء والمحافظة على رونقها، فالوضع هنا في الحي مختلف تماما، والفرق كبير وواضح كما هو الفرق بين الحقيقة والخيال، والواقع والأماني، حيث يعاني الحي من تكدس النفايات والعشوائية ونقص الإنارة وغياب السفلتة، هذه المعاناة نقلتها «عكاظ» للمستشار الإعلامي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري، الذي قال إن الأمانة تسعى جاهدة خلال الفترة المقبلة بعد أن طرحت تسعة عقود للنظافة إلى سرعة ترسيتها على الشركات المتقدمة، مؤكدا أن هناك تعديلات جديدة على العقود سيكون لها الدور الفعال في إزالة النفايات والحفاظ على الشوارع والأحياء بشكل لائق، مشيرا إلى أن العمل لا يزال مستمرا وبشكل جاد في نظافة الأحياء. وحمل النهاري الأهالي جانبا من المسؤولية من خلال عدم رمي النفايات والمخلفات في الأماكن المخصصة لها، ودعا إلى رميها في الأماكن المخصصة لها. وأوضح محمد الصبياني منذ أكثر من 20 عاما وأهالي الحي في معاناة مستمرة ليس من سوء الخدمات؛ لأنها لم تتوفر أصلا ولم تجد طريقا يوصلها للحي، بل من مياه الصرف الصحي التي لم تترك شارعا إلا ووضعت بصمتها عليه، أما أكوام النفايات التي أغلقت شوارع بأكملها وعطلت طرقات كانت معابر للمواطنين في تنقلاتهم، فأخذت نصيب الأسد من بين الأحياء التي تعاني من تكدس النفايات والمخلفات التي فاضت عن الحاويات على مرأى وتجاهل وتهاون من العاملين على رفعها أو إزالتها. وقال ناصر الحارثي: إن معاناة أخرى ليست أقل أهمية عن سابقتيها، وتتمثل في التواجد المخيف والكثيف لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل ومجهولي الهوية الذين انتشروا بشكل لافت. وأضاف الحارثي أن هذا أفضل من انعدامها على مدار سنين طويلة، فالشركة المنفذة للمشروع -كما ذكر أهل الحي وقاطنوه- وضعت عدتها وأقامت أعمدتها وانتهت على ذلك وتوقفت عند هذا الفعل دون معرفة هل سيستكمل هذا المشروع الفريد من نوعه أم أنه من الماضي الجميل الذي يجب عليهم عدم تذكره. «عكاظ» تجولت في الحي واستمعت إلى معاناة سكانه ومطالبهم، فقال سالم السراني «نعاني كثيرا من مياه الصرف الصحي، فهي كما ترى لم تترك شارعا إلا ولوثته بل عطلت السير فيه وأثرت حتى على المنازل وسكانها، فكيف التعامل معها وهي تغرق الشوارع وتؤذي السكان». وقال عبدالله الزهراني «الشركة المنفذة لمشروع الإنارة في الحي وضعت أعمدتها قبل خمس سنوات، واكتفت بذلك وما زلنا في انتظار النور، أما الشوارع المتهالكة فالعين تخبرك بعدد السنين التي مرت دون أن يلقي أي مسؤول نظرة ولو عابرة عليها، أو على أقل تقدير يسمع شكوى المواطنين هنا ولو لمرة واحدة».