امتدح حارس المنتخب السعودي الأول ياسر المسيليم أجواء المعسكر الذي يقيمه الأخضر حاليا في مدينة ملبورن الأسترالية استعدادا لمواجهة منتخب الكنغر في الجولة الأخيرة من التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، مؤكدا جاهزية كل اللاعبين للمباراة الحاسمة. المسيليم تحدث ل«عكاظ» من معسكر ملبورن حول التحضيرات التي تجري استعدادا للمباراة، مطالبا الجماهير بعدم الالتفات إلى الأحاديث التي يرددها البعض حول من يلعب ومن تم استدعاؤه ومن تخطاه الاختيار، وعن أمور أخرى خاصة بالمنتخب والمباراة.. وهنا الحوار: الفرصة للأفضل • ماذا عن أجواء المعسكر الإعدادي للمباراة؟ الأمور تسير حتى الآن وفق البرنامج المعد مسبقا، والنفسيات والأجواء العامة أكثر من ممتازة؛ فهناك جدية كاملة في أداء التمارين، والجميع مستشعر لأهمية المباراة وصعوبتها، وبالتالي اهتمامنا واحترامنا للمنتخب الذي سنواجهه هو من سيكون دافعا وداعما لنا من أجل تقديم صورة مرضية لنا أولا. • قضيتم في المعسكر الداخلي والخارجي الآن أكثر من أسبوع فكيف تقيم الوضع من جانبك؟ المعنويات مرتفعة لدرجة ممتازة، وهناك إحساس عال بما تعنيه المباراة المقبلة من أهمية، وانتظامنا في المعسكر قبل وقت قريب يعتبر أمرا جيدا للغاية ومنذ الأسبوع الماضي كان هناك تركيز تام من جميع اللاعبين في أداء التمارين من أجل لفت نظر المدرب ريكارد الذي بطبيعة الحال لن ينظر لمستوانا في الدوري بل للعطاء في التمارين التي تسبق المباراة. صعبة وليست مستحيلة • وعلى ضوء كل ذلك كيف ترى حظوظ المنتخب في تجاوز المنتخب الأسترالي وهو يلعب على أرضه؟ أمامنا مهمة صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة، وحظوظنا كبيرة في تجاوز المنتخب الأسترالي الذي ضمن التأهل بصورة نهائية، بينما تعتبر المباراة مفترق طرق وتحديد مصير مهم جدا لنا نحن، وبالطبع هناك الآن اختلاف في الطموح والهدف بالنسبة لنا أسمى؛ لأن المحصلة الاقتراب من كأس العالم، وهذا أكبر حافز لنا لتحقيق هذا الحلم والفوز، لأننا نمثل دولة كبيرة لها مكانتها في كل المجالات وهذا ما يزيد من الدافع من أجل تحقيق المراد. • أن يبلغ المنتخب السعودي هذه الدرجة ويكون مصيره بيد الغير.. ألا تعتقد أنه كان يستحق التأهل منذ وقت مبكر وأنه كان بالإمكان أفضل مما كان؟ بطبيعة الحال لم نكن نستحق الوصول لهذه الدرجة، فبكل صراحة حرام ما حدث، وما مر علينا في المباريات الماضية أمر غريب، فقد كانت هناك ظروف وأحداث بصراحة كل ما نتذكرها نشعر جميعا بالحزن والأسى على ما قدم خلال المباريات الماضية التي كانت بأيدينا وكان علينا حسمها، لأن المنتخبات التي واجهتنا جميعها مع احترامي لها لا تقارن بالمنتخب السعودي، ولكن الوضع الذي حدث أصبح من الماضي، ومن المفترض أن لا نتحدث عنه الآن لأن الحديث في الماضي لا يقدم ولا يؤخر. لا خيارات غير الفوز • صعوبة المباراة تكمن في أن الخسارة قد تقذف بالمنتخب خارج كأس العالم.. ألا يشكل عليكم ذلك ضغطا هائلا من الممكن أن يقلل من تركيز اللاعبين داخل المباراة؟ الفرصة واحدة والهدف واحد ولا توجد حلول أخرى، وهي أن نفوز ولاغير، فانعدام الخيارات يضعنا أمام حقيقة الفوز، كون جميع النتائج الأخرى لا تخدمنا وسط ظروف للأمانة صعبة، حيث نلعب المباراة الحاسمة على أرضهم وبين جماهيرهم، وهذا أيضا يشكل ضغطا كبيرا في حد ذاته، ومن يقول أن عاملي الأرض والجمهور غالبا لا يخدمان هذا الكلام غير صحيح كوننا نعيش ذلك ونشعر به على أرض الملعب، ونحس بأن الجمهور له دوره الكبير، ومن المؤكد أن أهمية اللقاء ستشعرنا بالمسؤولية وهذا سينعكس بتأثيره علينا من الناحية الإيجابية؛ لأن التأثير وارد وحاصل لا محالة، ولكن بشكل إيجابي بإذن الله. الكل أساسي • المنتخب الأسترالي سيواجهكم باللاعبين غير الأساسيين أي بالرديف.. فهل من الممكن أن يساعدكم ذلك في تجاوزهم بسهولة؟ كرة القدم في أساسها لا تعترف أبدا بفريق أول أو رديف؛ لأن القائمة التي ترفع دائما هي 26 لاعبا وجميعهم جاهزون لخوض المباريات، وبالتالي هذا الكلام لا صحة له، ناهيك عن أنهم منتخب يضم صفوة لاعبي أستراليا لذلك من الصعب ومن غير المعقول وضع تلك التصنيفات التي من الممكن أن تؤثر على لاعبي الفئات السنية أو الدرجات الأخرى؛ لأننا نحن كمنتخب أول لا ننظر لذلك مطلقا ونعرف فقط أننا نواجه منتخب أستراليا. تهيئة عالية • وإذا تحدثنا عن التهيئة النفسية من إدارة المنتخب الأول لكم كلاعبين، خصوصا أن اللقاء لا يقبل أنصاف الحلول كيف تقيمونها ؟ (الظليمة شينة) هناك تعامل بصراحة مختلف تماما عن السابق وهذا الاختلاف ليس بالكبير جدا؛ ولكن نظرا لأن المباراة مصيرية، فالأمر اختلف نوعا ما، وهذا الأمر طبيعي وعادي، كما أن كل الأجواء في المعسكر حتى الآن في أعلى درجات التهيئة، فالكل مع بعض وهناك حميمية كبيرة وطاغية بين اللاعبين، وهذا تفسيره أن المشاكل أحيانا تحمل في طياتها الكثير من الخيرات والمنح، وهذا ما نشاهده في المعسكر الحالي للمنتخب سواء الداخلي في الرياض أو الحالي في ملبورن. اللاعبون جاهزون • وهل تعتقد أن مدة المعسكر كافية لخوض المباراة المرتقبة من أجل خلق التجانس بين اللاعبين، خاصة أن هناك عناصر جديدة تلتحق بالمنتخب للمرة الأولى؟ من ناحية التجانس، فهو موجود في الأساس لسبب واحد هو أن الدوري الآن في قمة توهجه واللاعبون في قمة مستواهم، وهذا ينعكس على أداء جميع اللاعبين الذين سبق أن لعبوا مع بعض ولعبوا وجها لوجه، والمدة من وجهة نظري تعتبر طويلة نوعا ما، ولكن كان هذا بطلب من المدرب ريكارد ويجب علينا أن نحترم هذا القرار الذي لم يؤخذ اعتباطا من قبل المدرب القدير؛ لأن لديه بالتأكيد أجندة وخطط يريد تطبيقها، ونحن مستجيبين له تماما وراضخين لجميع مطالبه التي يريد تطبيقها؛ لأن هذا واجبنا كلاعبين. • وفي رأيك ماذا يحتاج الأخضر لكي يفوز ويتأهل؟ يحتاج الانضباط التكتيكي والجدية في التمارين وفي المباراة الأخيرة؛ لأن الإمكانات الفنية لدى لاعبينا عالية جدا وتخولنا أن نقابل أي فريق ليس في القارة الآسيوية فقط وإنما على مستوى العالم، ولكن بالجدية والإصرار ستخرج القوة العظمى التي يمتلكها اللاعبون، والتي هي في الأساس موجودة وتحتاج من يخرجها في الملعب، وهذا الأمر لا يجيد التعامل معه إلا المدرب ريكارد من خلال توظيف اللاعبين بالطريقة السليمة كل في مركزه، ووفقا للإمكانات التي يحملها كل لاعب. كلام غير مفيد • لا بد أن هناك رسالة تريد توجيهها من ملبورن إلى الإعلام والجمهور السعودي.. فماذا تريد أن تقول؟ نعد الجماهير السعودية والمسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن يشاهدوا منتخبا مختلفا تماما عما كان في الماضي، ونحن غير راضين أبدا عن المستوى الذي قدمناه في المباريات الماضية، ولكن الحديث في الماضي نقص في العقل وأمامنا الآن فرصة كبيرة وثمينة سنستغلها بكل ما أوتينا من قوة من أجل العودة مجددا لكأس العالم الذي هو حلم لكل منتخب ولكل لاعب، ورسالتي أقول فيها «أتمنى من الإعلام السعودي عدم الخوض في التشكيلة التي سيلعب بها المنتخب أمام أستراليا، وفلان انضم وفلان لا وقد كان أفضل من فلان فهذا الكلام غير مفيد وغير سليم البتة؛ لأنه لا يقدم و لا يؤخر أبدا.. فالمهمة صعبة جدا ونحتاج وقفة صادقة من الجميع من أجل عودة المنتخب السعودي لمكانه الطبيعي، وهذا لن يحدث إلا بتكاتف الجميع».