ناقش عدد من المهتمين بالشأن السياحي في محافظة عنيزة الوضع السياحي وتكويناته وتركيباته ومطالبه وآليات تطويره في عنيزة، متفقين على الريادة والأولوية السياحية للمدينة ومختلفين على الفوائد والمكتسبات التي تحققت من زيادة وقوة الحراك السياحي الذي شهدته المحافظة في العقد الأخير وعادوا للاتفاق على ضرورة وضع رؤى واضحة وإعادة الإستراتيجية السياحية من جديد بما يناسب المرحلة المقبلة. يتحدث هاني الحربي أولا فيقول «كانت إستراتيجية السياحة التي أطلقت في عنيزة قبل عشر سنوات تقوم على عنصرين مهمين؛ الأول ضرورة إيجاد نموذج سياحي لمدينة صحراوية يكون هو المنطلق لباقي المدن الصحراوية في المملكة، والآخر أن تتحول عنيزة إلى مدينة سياحية طوال العام؛ أي سياحة مستدامة، وتم النجاح في تحقيق العنصرين، فالمهرجانات السياحية في كل المدن السعودية قد انطلقت وفق نموذج سياحة عنيزة». وباتت عنيزة وجهة سياحية طوال العام ب15مهرجانا سياحيا والعشرات من الفعاليات، ولكن مع توافد الزوار تم اكتشاف أن واضعي الخطط السياحية قد أهملوا البنى التحتية الرئيسية للمحافظة فالفنادق في عنيزة ظلت فندقين منذ أربعين عاما والأسواق التجارية كان من الطبيعي أن تزداد أعدادها وتنشط أكثر؛ نتيجة للحراك السياحي الكبير الذي شهدته عنيزة طوال السنوات العشر الأخيرة. من جانبه، يتفق أحمد العبيد مع ذات الرأي، ويقول «لقد غابت البنية التحتية عن اهتمامات قادة السياحة في عنيزة بشكل كبير، بل لم توضع في حساباتهم أبدا، والنتيجة كانت سياحة ناقصة وتحتاج إلى إعادة تاهيل بما يتوافق مع المرحلة الحالية والقادمة». ويقول إن الوضع في عنيزة من الجانب السياحي شهد نجاحات كبيرة لايمكن أن تنكر أبدا، فمهرجانات عنيزة قد تجاوزت 15 مهرجانا سنوي، إضافة إلى الكثير من الفعاليات والأنشطة السياحية التي تنظم على مدار العام. ويضيف: وعليه ظهرت منتجعات سياحية بعنيزة كسوق المسوكف الشعبي وبيت الحمدان التراثي والمنتجعات السياحية الخاصة، أما في ما يتعلق في جوانب البني التحتية الرئيسية فهي غائبة تماما ونقترح أن توضع استراتيجية جديدة للحراك السياحي في عنيزة. أما بندر الجمال فيقول إن عنيزة التي أطلقت مهرجانا لتسويق التمور كمنتج محلي وسياحي إلا أن سوق التمور بعنيزة ظل على وضعه القديم والصغير ولم يتم إنشاء أي سوق جديد يتناسب والسمعة العالية للمهرجان السنوي للتمور. وعن الفعاليات السياحية الصيفية في عنيزة فهي تشهد نشاطا كبيرا جدا وتجتمع كل المؤسسات الحكومية والخاصة لتقدم برامجها من خلال مهرجان سياحي عنيزة وتجذب الآلاف من الزوار إلا أن النزل والمنتجعات لا تحقق الرغبات والتوسع الذي شهدته عنيزة، ولا تتواكب مع ذات التوسع والتطلعات. ويعترف فهد العتيبي إن واضعي الخطط السياحية في عنيزة أهملوا الجوانب الاستثمارية الكبيرة وغيبوا تماما دور المستثمرين في الحراك السياحي وغيبوا أيضا الدور الحكومي. كما أن التوسع السياحي لا يصاحبه أي توسع يوازيه في جانب الإنشاءات والخدمات الحكومية وكذلك لم يصاحبه وجود المشاريع الاستثمارية السياحية التي يتطلع إليها، فالوضع الحالي يجب أن يتم إقرار استراتيجية سياحية تحقق الرغبات والتطلعات وتسهم في تنمية مستدامة على جميع المجالات ككل التنموية والاجتماعية والاقتصادية مع السياحية.