تجاهل نظام الأسد ما جرى من مقترحات في مؤتمر «أصدقاء سورية»، إذ جددت قواته أمس عملياتها العسكرية في حمص وإدلب، في الوقت الذي تواصل القصف على حي بابا عمرو، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 شخصا حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة حلب (شمال) قتل مواطنان في مدينة إعزاز في اشتباكات بين القوات النظامية التي حاولت اقتحام البلدة ومنشقين استخدمت فيها الرشاشات المتوسطة والخفيفة. فيما تواصلت العمليات العسكرية في مدينة إدلب، واعتقلت قوات الأمن العديد من الأشخاص بعد قصف مستمر دام ثلاثة أيام على عدة أحياة من المحافظة، في هذه الأثناء تجددت المظاهرات المناهضة لنظام الأسد في عدة مناطق. تحديا للخيار الأمني الذي يحاول النظام فيه إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبيل 15 مارس (آذار). من جهة ثانية، وصف جراح فرنسي عائد لتوه من مهمة إنسانية استمرت 19 يوما في سورية، ما تشهده مدينة حمص بأنه «وحشي»، واصفا بمغادرة أرض «المجازر». وقال الطبيب السبعيني الذي شارك في تأسيس منظمة «أطباء بلا حدود» لفرانس برس إنه «تأثر بالقصف وبؤس الناس لكن أيضا بشجاعتهم» على رغم ظروف الحياة الصعبة، مضيفا «مهمتنا هي الذهاب حيث لا يذهب الآخرون» ومعلنا استعداده للعودة إلى سورية. إلى ذلك، أوضحت مصادر عربية أن التعامل الدولي مع الملف السوري حقق خطوة مهمة في مؤتمر أصدقاء سورية «لكنها تظل محدودة» باتجاه التعامل مع ملف هذه الأزمة، بانتظار جولات أخرى لاجتماعات ينتظر أن تعقد في باريس وأنقره خلال الشهر المقبل. واعتبرت المصادر الدبلوماسية العربية في تصريحات ل«عكاظ» أن مؤتمر أصدقاء سورية قطع نصف المسافة باتجاه تحقيق أهدافه، بالرغم من حالة التحفظ وعدم الرضا عن قراراته.