أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أنه لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة السورية إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها. وشدد في المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري المنعقد في تونس أمس، على أن المملكة ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولا عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري، مؤكدا أنها لا يمكن أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى ذلك بشكل سريع وفعال. واعتبر ما يحدث في سورية مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها، وأن النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال. وقال سموه في كلمته أمام المؤتمر: نعبر عن بالغ تقديرنا لما تم بذله من جهد في سبيل انعقاد هذا الاجتماع المهم ومشاركتنا مع مجموعة من الدول للخروج ببيان رئاسي يركز على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية خاصة في المناطق المنكوبة. وقد وافقت على مشروع البيان رغما عن شكوكي، وصمت على مضض، إلا أن ضميري يحتم علي مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة، ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع. وأضاف أن حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. وتابع متسائلا: هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم، هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحر الأبي، أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام؟ واستطرد: إن ما يحدث في سورية مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التعاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها. وتابع: إن المملكة تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. وختم كلمته قائلا: اسمحوا لي أن أصارحكم بأننا ما لم نصل إلى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فإن ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار، وإن بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال.