لا شك أنه لكل إنسان قدوة في حياته سواء من الوالدين أو الأقارب أو المعلمين أو الأصدقاء ولكن يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا العظمى في كل شيء فهو أكمل الناس خلقاً وأفضل أبناء آدم إلى قيام الساعة .. ولكن من الملاحظ وبعد أكثر من 1400 سنة من بعثة المصطفى عليه الصلاة والسلام أن القدوة الحسنة أصبحت غائبة إلى حد ما .. خصوصا في الأسرة الحديثة فالآباء ألهتهم أعمالهم ومشاغلهم في البحث عن الرزق .. والأم مع الأسف إن كانت عاملة أشغلها ذلك عن أطفالها . وإن لم تكن كذلك فقد ألهتها أشياء أخرى عن أبنائها سواء بالتسوق أو الزيارات أو الإنترنت وغيره .. وبذلك غاب الموجه والمعلم للأبناء . فأصبحوا تحت تأثير الخادمات اللاتي تختلف ثقافاتهن وعاداتهن عن الأسرة السعودية المحافظة . أو تحت تأثير سلوكيات أقرانهم في المدرسة والشارع، ولا يوجد من يصحح هذه السلوكيات عندما تكون خاطئة . وتأثير ذلك يظهر جلياً في سن البلوغ ومرحلة الشباب فتكون شخصية هذا الطفل مضطربة ومتذبذبة والخطأ والصواب في نفس الكفة بالنسبة له فينشأ جيل ذو عادات وسلوكيات غير سوية .. و شخصيات راغبة في ماهو ممنوع . ولكن ما يثير الدهشة أن يكون الوالدان مهملين وغير موجهين لابنائهما بل إن بعضهم يفعل بعضا من هذه العادات السيئة أمام أبنائه وبعد ذلك يتذمر ويشتكي من سلوك ابنه أو ابنته .. وعندما يحاول تصحيح المسار يكون قد فات الآوان ويصبح ذلك الطفل كبيرا لايريد التوجيه ولا يقبل النصيحة ويكون هو بدوره أيضا قدوة سيئة لأطفاله مستقبلا .. لذلك يجب على الآباء التقرب من أبنائهم والرد على استفساراتهم وتقويم سلوكهم منذ الصغر لكي يكون في مستقبله عضوا فعالا في مجتمعه وناجحا في حياته . وقبل ذلك بذرة صالحة لوالديه. فاتن الغامدي ( جدة )