ليس لأنني متعصبة، أو أنانية، أو أرفض الخير لأشقائنا القادمين من أرض الله الواسعة، لكن لأنني ككثيرين وكثيرات غيري لطالما شعرت بالظلم والغبن أمام رؤيتي مئات الآلاف من غارفي وغارفات خيرات البلد طولا وعرضا رغم عدم انتمائهم إليه على أي صعيد، وبعد إشباع جيوبهم بذهب هذه الأرض التي لا تبخل على غريب، وإشباع عقد نقصهم التي تتلذذ بتجريب كل ما قد يشعر ابن البلد بالغربة على الأرض التي توحد مع أنفاسها، يرحلون بألسنة لئيمة تسيء للبلد ومواطنيه، ناقلة صورة محروقة، متبلة ببهارات الخرافات والأكاذيب، ناسين أو متناسين سخاء الأرض التي استماتوا ذات يوم للوصول إليها، تلك التي احتضنتهم وصنعت كرامة مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، لتستحق منهم الجحود والنكران والبهتان بدلا من العرفان.. لأجل هذا كله تملأ روحي سعادة غامرة حين أصادف إعلانا يهتف مبشرا: «للسعوديين فقط». وتتضاعف السعادة أكثر حين يصمم الإعلان على رغبته في توظيف سعوديين، متجاوزا عن شروط الخبرات التعجيزية، ومعربا عن استعداده لتدريب موظفيه دون تكاسل.. لاشك أن هناك من يأتون إلى المملكة بسلام، ويضيفون إليها قدر ما يأخذون أو أكثر، ثم يغادرونها بلسانٍ عفيف شاكر، لكن هؤلاء أقل من سواهم بكثير، ومن جهة أخرى ليس ثمة أدنى مبرر لاستياء بعض الوافدين الصريح من توظيف السعوديين، واتهامهم الموظف السعودي بالجهل وانعدام الاستحقاق أمام شهاداتهم وخبراتهم التي يتوهمون أنها أكبر من قيمة المواطن، رغم أن أكثرها عادي وبعضها مزور! ولنتذكر جميعا أن بلدانهم ما كانت لتوظف مواطنا سعوديا أو تهبه فرصا مهنية كالتي يحتلونها أو حتى أقل. [email protected]