نأمل أن يكون هذا المؤتمر على قدر من المسؤولية والاهتمام خصوصا مع أهمية صدور القرارات الفعالة والجدية من أجل تأمين حماية الشعب السوري، ووقف مسلسل القتل الذي يمارسه النظام، ولذلك نأمل أن يحمل هذا المؤتمر العديد من الإجراءات العملية التي تساهم في مساعدة الثوار والتأثير على النظام وإجباره على وقف العنف إضافة إلى أن الشعب السوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية فالنظام حاصر المدن والقرى وقطع عنها كل شيء كما أن المعارضة السورية بحاجة للدعم المالي والمعنوي، فكل ثورة تحتاج إلى مساعدة كي تستطيع الصمود فالنظام السوري يحكم بقبضة من حديد، ويخرق كل القوانين الدولية وشرائع حقوق الإنسان فلا حل إلا من خلال دعم المعارضة السورية على كافة الأصعدة كي تستطيع مواجهة النظام من الداخل لتأمين الحماية للشعب، ووقف المجازر التي ترتكب يوميا بحق أبرياء عزل، وبالأخص أن أبواب مجلس الأمن موصدة أمام اتخاذ قرارات ملزمة تدين النظام السوري بوقف العنف، والمضي بالمرحلة الانتقالية السياسية، بغية إقامة نظام تعددي ديموقراطي يحترم حقوق الشعب المنتفض. كما أن هناك انشقاقات تحصل يوميا داخل الجيش السوري، وهناك الكثير من الضباط والجنود ينتظرون الفرصة من أجل الانشقاق إلا أن ظروف الرقابة الأمنية والخوف من الانتقام تمنعهم من ذلك إضافة إلى أن هناك فئة تعمل في المؤسسة العسكرية من أجل المال ولقمة العيش، ولذلك أرى أن الدعم المادي ضروري جدا وذلك من أجل تأمين البدائل لكل الذين لا ينشقون خوفا على لقمة عيشهم خصوصا أن هذه الخطوة تنظم بشكل أكبر هذا الجيش وتجعله مؤسسة قادرة على الحلول مكان الجيش السوري النظامي الداعم لنظام الأسد. فالحل الأمثل لنجاح الثورة السورية أن تستمر الانقسامات داخل الجيش السوري ودعم الجيش السوري الحر بالسلاح، فجميع هذه الخطوات قادرة على وضع حد لكل الممارسات الإجرامية التي يقوم بها النظام. بالطبع، فإن الدعوة إلى اجتماع أصدقاء سورية والتحركات التي تقوم بها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تساعد في تحريك الملف السوري وتأمين القرارات التي تضع حدا لعنف النظام، ونحن رأينا دور المملكة في دعم عقد مؤتمر أصدقاء سورية في تونس، خصوصا أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رحب بفكرة انعقاده. فكل هذه الخطوات ضرورية في ظل الموقفين الروسي والصيني المتعنتين خصوصا أن الموقف الروسي لن يتغير لأنه مصر على دعم النظام والوقوف إلى جانبه حتى النهاية كما يبدو، وهذا يعبر عن لا إنسانية من قبل النظام الروسي وبالتالي لا يجب أن نستغرب ذلك فالحكم الديكتاتوري الروسي الشيوعي يدعم كل الأنظمة الديكتاتورية. هذا التحرك لا قيمة له فالنظام الإيراني يواجه العديد من المشاكل في الداخل الإيراني والعقوبات الاقتصادية الأخيرة استطاعت أن تؤثر سلبا على كل مفاصل هذا النظام، ولذلك من الأفضل للإيراني أن يذهب لحلحلة أموره في الداخل قبل الذهاب ببوارجه إلى شواطىء سورية من أجل القيام بحفلة عرض عضلات لن تؤثر بتاتا على مسيرة الشعب السوري ومطالبته بالحرية والديمقراطية إضافة إلى أنها لن تساعد النظام على البقاء. لكن هل تؤدي هذه الخطوات المتعددة والمتوازية إلى ما هو مأمول منها لرفع معاناة الشعب السوري وتحقيق مطالبه؟ لن نستبق الأمور لكنها خطوات جيدة بالتأكيد ومن هنا نطرح السؤال إلى متى ستبقى روسيا متمسكة برصيف طرطوس فالثورة السورية ستنجح بالتأكيد وعندها ماذا سيكون موقف الروس من سورية الجديدة وكيف سيستطيعون المحافظة على رصيفهم في طرطوس؟ وعن فكرة التقسيم التي يخوف الأسد بها العالم فهي حلم لدى البعض، باعتبار أن لدى تركيا أقلية لا بأس بها وتقسيم سورية سيساعد العلويين في الداخل التركي للمطالبة بدولة خاصة بهم، لذلك فإن تركيا لن تقبل بذلك أبدا إضافة إلى أن السوريين لن يوافقوا على ذلك فثورة الشعب السوري هي من أجل استعادة جميع الأراضي السورية من قبضة نظام بشار الأسد.