يشتكي بعض الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في أورووبا وأمريكا وأستراليا وكندا من انخفاض مخصصاتهم الشهرية وأنها لا تكاد تغطي احتياجاتهم الضرورية، حيث يعيشون في وسط مجتمعات يرتفع فيها مستوى المعيشة إلى درجة كبيرة. المخصص الطلابي إن لم يكن موحدا لجميع الطلاب والطالبات، فهو متقارب، في حين أن مستوى المعيشة في المدن التي يدرس فيها الطلاب والطالبات ليس كذلك، فمن المعلوم أن مستوى المعيشة في المدن الأوروبية والأمريكية الكبرى لا يقارن في ارتفاعه بمستوى المعيشة في المدن الصغرى، وبالتالي فإن المخصص الطلابي الذي يسد حاجة طالب يقيم في مدينة صغيرة لا يكفي لسد حاجة طالب يقيم في مدينة كبيرة. والطلاب المبتعثون لا يختارون المدن التي يدرسون فيها، إنما هي تختارهم فيضطرون أحيانا للعيش في مدينة غالية لوجود الجامعة التي قبلتهم فيها، وعندما تكون الجامعة مميزة، وشرف للطالب أن يلتحق بها، لايفكر بالغلاء وصعوبة العيش في المدينة، ومن هنا تبدأ المعاناة، فنفقات الطلاب الذين يدرسون في مدن كباريس أو لندن أو نيويورك أو لوس أنجلس أو شيكاغو أو غيرها من المدن الكبرى لا يمكن أن تقارن بنفقات غيرهم من الطلاب الذين يدرسون في مدن جامعية صغيرة، هناك فروق كبيرة في الأسعار وفي ارتفاع مستوى الإنفاق. ولو أخذنا إيجارات المنازل مؤشرا لتوضيح مدى الفروقات في الإنفاق، نجد أن الطالب الذي يقطن في نيويورك أو شيكاغو أو واشنطن أو أمثالها من المدن الكبرى، كي يؤمن لنفسه شقة من غرفة واحدة أو استديو في مكان لائق وآمن يضطر إلى دفع إيجار يتراوح بين (1500 3000) دولار شهريا، بينما طالب آخر يعيش في مدينة جامعية صغيرة من الممكن أن يجد له سكنا مناسبا في حدود 800 دولار شهريا. ولأن تأمين السكن الجيد ضرورة للطلاب والطالبات ليس من أجل رفاهيتهم إنما من أجل سلامتهم، فالمساكن الأرخص تكون في أحياء غير آمنة وليست عليها حراسة فيكونون عرضة للاعتداء عليهم من المجرمين أو عرضة للاختلاط بفئات من الناس منحرفة في السلوك وهو ما يهدد سلامتهم الأخلاقية والفكرية، لذلك فإن بعض الأهل يعينون أولادهم ماديا كي يؤمنوا لهم المسكن الآمن. ولكن ليس كل الأهل قادرين على مساعدة أولادهم ماديا، وحين لا يستطيع أهل الطالب مساعدته على دفع إيجار المسكن اللائق فإنه يضطر إلى السكنى في الأحياء الرخيصة التي هي غالبا أماكن غير آمنة، وهو ما يهدد سلامته. طلاب المدن الأمريكية والأوروبية الكبرى، يقولون إنهم كلما رفعوا شكواهم وشرحوا ظروفهم مطالبين بزيادة مخصصاتهم لتتناسب مع مستوى المعيشة في المدن التي يقطنون فيها، لا يجدون استجابة. وإذا كان من المتعذر زيادة مخصصات الطلاب الذين يدرسون في المدن الكبيرة مراعاة لارتفاع مستوى المعيشة فيها، فإني أقترح أن تتولى الملحقيات التعليمية تأمين السكن للطلاب، فتستأجر لهم مباني خاصة في أحياء آمنة يسكنون فيها، أو تتركهم يستأجرون لأنفسهم المساكن ويحيلون مكاتب العقار إليها ليحصلوا الإيجار عن طريقها كما هو معمول به مع الرسوم الدراسية. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة